عندي رجاء , كلمه تسمع كثيرا" في محافل الاشخاص المسّلمين امرهم الى الله سبحانه وتعالى ..
الرجاء في مفهوم الكثيرين هو التمني والأمل، مثال : "أرجو أن يحدث ذلك الأمر". ولكن ليس هذا هو المقصد بالرجاء. فتعريفه هو "التوقع بثقة". الرجاء هو يقين راسخ بشأن الأمور غير الواضحة وغير المعروفة ,وهو مكون أساسي في حياة الأبرار , بدون الرجاء، تفقد الحياة معناها , وكيف لا ف الأبرار يضعون رجاؤهم في الله عوناً، ولن يخزوا أو يخيب رجاؤهم ا الذين لديهم هذا الرجاء الواثق في الله، و في حمايته ومعونته وليس لديهم خوف أو قلق.
اذا الرجاء تقه عمياء, وتأثيره على نفسيه المتّرجي كبير , وهنا تساءلت بقريره نفسي هل الرجاء وحده كافي ,ام علينا ان نتحرر من الاتكالية العمياء ونبادر ونساهم بتحقيق ما نصبوا اليه بمشيئة الله طبعا.
قد يفسرني البعض بمفهومه الخاطئ انني لا اتق كل التقه بالرجاء , والعكس هو الصحيح , قبل ان نرجو من الله جل جلاله ان يعالج الميؤوس منه , دعونا نراجع ا ما الت اليه احوال هذا الوضع الميؤوس وهل تعاملنا معه بحكمه بما اتينا من كتب سماوية وأعراف قبل ان تتدهور احواله .
من السهل ان نعلق كل همومنا على الله , ومن الغباء ان نفعل هذا , بل يجب ان نتحالف مع كل تعاليمه وانبيائه لنتمر بالوزنات المعطاة لنا , الله سلطنا على كل شيء وخلقنا على صورته ومتاله اصحاب قوه , وسلطان , وجعلنا ابنائه الصالحين,
اليس الابن الصالح من يريح ابيه ويأخذ عنه الاعمال الشاقة , ليحاول اسعاده , اليس الابن الصالح من يحترم اباه وامه ويكرمهما بالدنيا على اتم وجه ,
مفهوم الاعمال الشاقة هنا تطهير المحيط الذي نعيشه من الخطيئة, والرذائل, والشتائم ,والنميمة , والمحاباة,
• مع كل رجاء لوط لم يشفع الله بسدوم وعامورة , ليس لأنه لا يحب اولاده ولكن وجب التأديب حيت حان وقته , لا تزنى وتقتل وتعاشر الشيطان ليلا نهارا وتتوقع ان يشفع لك احد .
•
هنا سأدخل بأعماق الرجاء بالروحانيات والفلسفيات,
هل كل منا يصلي لرجاء نفسه , ام يستجاب اذا صلينا للأخر.
قد تبدوا هذه الجملة سهله التفسير بسيطة القراءة , وهي بعيده كل البعد عن هذا .
• الرجاء هو احد اركان العبادة الثلاث :
المحبة , الخوف , الرجاء
وهو قائم ومربوط بالأيمان , فبمنطق المؤمن هو اقرب من غيره الى الله وتقته انه يسمعه اكتر من سواه شبه اكيده بقراره نفسه , وهنا لن ادخل بنقاش حول صحه هذه النظرية وأكتفي بان منظور الله بالتعامل مع البشر لا يشبه تعامل البشر مع بعضهم ,> ما رأيكم بكافر صلى للتوبة ورجائه الغفران !!
• كان الاعتقاد السائد عند افلاطون وسقراط وفلاسفة اخرين , ان فضيله الرجاء هي خط التوازن لإبقاء الامل بمواجهه صراعات كتيره اقوى من المجهود الفيزيولوجي.
دعوني انتقل لبعض الخصوصيات الأخلاقية والمزج ما بينها وما نصبوا اليه , وتأثير العقل وتوسيع افاقه والتلابس ما بين الفكر والرجاء
قال ابن عربي الصوفي الملقب بالكبريت الاحمر " كل تقافه لا تحترم العقل ولا تسمح بانتاج مفكرين يرفضون مواصلة حمايه ما اصبح ميتا في الموروث الفكري مصيرها الجهل والهلاك "
الرجاء معنى وليس حقيقه , وقصد وليس ظاهره , وعمل وليس علم !! فاذا استنبتنا على حقوله الموروثة ازهار امل تزهر بزهر لا يكتم ريحه ولا يبخل بأريجه فأين الريب بذلك.؟!!
بكتاباتي السابقة بين بحوت وافكار ومقالات وقصائد كنت قد وقفت كثيرا عند عورات المجتمع, وفي كل مره كنت أتساءل وماذا بعد !!!؟؟؟ اما الان فسؤالي هو واحد... هل يوجد رحاء من دعواتنا له ؟!
سألني صديق , كيف يكون اصلاح المجتمع :
فلم اتردد بإعطائه الجواب الشافي
• اذا كان القائمون عليه والمؤتمنون على وزناته اوفياء وتقودهم السنن والشرائع الربانية
• اذا رفضنا اعطاء المنافقين منصة للقيادة
• اذا منعنا المحسوبيات والاكراميات
• اذا كان حكم القضاء منزها" عن غايه بنفس يعقوب
• اذا سلمت المناصب بحسب الكفاءات لا بحسب التوريث
• اذا بحت الراعي عن الخروف الضال ليعيده الى حضيرته
اوقفني السائل مندهشا" ... اذا كيف ستجد الرجاء والله لو صليت ليل نهار فلن يحصل شيئ...
فابتسمت وهززت رأسي وذكرته بالمثل القائل " اسعى يا عبدي وسأسير امامك "
فقال : كيف ستحارب , ومن سيسمعك , وان سمعوك من سيأخذ برأيك !!!!
فابتسمت مره اخرى :
هل تكف الام عن توجيه اولادها حتى لو تصرفوا على هواهم ومزاجهم , ام تبقى الحاضنة الحنونة التي تصلي من اجلهم وتسهر من اجلهم وتبكي من اجلهم وتفرح من اجلهم , وببعض الاحيان يتراجع ابنائها عن بعض التصرفات احتراما" لشعورها , فدعني اكون شبيه الام الموجهة والراعيه
• دعني اقول لرجال الدين , احبكم ومثلكم مرتبط بما تقرؤون, لكن حبذا لو خرجتم للشباب التائه وهديتموه , حبذا لو زرتم المرضى دون ان تتوجه لكم الأسرة عشرات المرات , حبذا لو كنتم متالا للتواضع متل اسياد نعتز بهم عوضا عن كبرياء المنصب الذي هو بالأصل تكليف لا تشريف
اسمعوا صرخات صغاركم واهتموا لطلباتهم واحتياجاتهم حتى لا يأتي يوم وتكونون السبب بابتعادهم عن دور العباده وكلمه الله لانكم عندها بعيون الرب انتم مذنبون
• دعني اقول للمدرس , احفظ قدسيه مهنتك بما تعّلم الجيل الصاعد ,ولا تتواجد بين اسوار المدرسة من اجل الراتب نهاية الشهر, فأبنائنا مستواهم التعليمي والاخلاقي يا استاذي حدت ولا حرج
• دعني اقول للوالدين , اهتموا بأولادكم مع كل مصاعب التربية , ولا تستسلمون لان استسلامكم انهيار للعائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة والمجتمع باسره
> كفانا تمسك بالقشور على حساب اللب , وترك المضمون من اجل الشكليات ,
> كيف للشجرة ان تنموا دون رعاية زارعها
> هل يرتقى الادب بمعانيه دون كاتب يجيد حفره على الورق
> هل تعزف الالحان دون نوته توجه الآلات الموسيقية
بقوله تعالى البنون زينه الحياه الدنيا , لم تأتي من فراغ معاني هذه الكلمة , الحياه الدنيا هي نقطه عبور وكل منا سيحاسب بمرحله ما على ما زرعت يداه من بذر صالح وما جوده التمر الذي جناه
• دعني اعاتب السياسيين , هناك سياسه نضيفه , وهناك وعوود صادقه , كفانا منكم ما علمتمونا حتى الان من نفاق ومحباه ولبس الوجه الزائف حتى اضحينا اذا تكلمنا كلمه جميله بحق احدهم يقولون صرت متل اهل السياسة > لا تفرحوا لهذه الجمله فهي ذم <
لقد عرضت القليل القليل من الناقد والنقيد واعلم بقراره نفسي ان القارئ قد دخل بمتاهات ودوائر , ووقف عند تساؤلات عده ولكن قبل ان يبلور صوره شبيهه بقرار عن رجائه قررت ان لا ابخل عليه بجوله اخرى من صراعات الرجاء :
• رجاء اسيا زوجه فرعون من الرب ,وتحملها عذاب ما بعده عذاب واكتفت لتقول ربي ربي ابني لي عندك بيتا بالجنه
• كم كان رجاء نوح ان يمهله الله وقتا لبناء الفيلق, وحصل عليه لكنه لم يفلح بسنينة الطوال ان يقنع احد خارج عائلته بالانضمام اليه ولم يفقد رجائه بالرغم لم يسمعه احد ,حتى امطرت الدنيا دون توقف ونجى من توّكل وأصغى
• رجاء النبي موسى كان على قمم جبال سينا ان يتلحف ابناء شعبه بكلمه الله ووصاياه حتى صدمه عجل بني اسرائيل والسامري وكأن الشيطان كان ندا له, اما تشبته بكلمه الله شقت البحار وأغرقت جيوش فرعون
• رجاء يوجنا المعمدان بخلاص البشرية , حتى سلم رأسه على طبق نحاس
اخوتي واخواتي :
كل تساؤل بحاجه الى عده صفحات لشرحه والدخول في خفايا أحداثه وإحداثياته.., لم يكن الهدف من مما كتبت هو الخروج عن نطاق معالجه امور المجتمع المنهار اخلاقيا وفكريا والحالة التي وصلنا اليها ,
• اقر واعترف ان الوضع بات ميؤوس منه ولا يوجد امل الا اذا انتفضنا على الشوائب وصرخنا على العادات الزائرة لمجتمعنا من مجتمعات اخرى ارحلي, وعّدنا لنتجلى بأخلاقيات ترعرعنا عليها فقط ,عندها يكون لنا رجاء ... والا وداعا يا مجتمعي.
لن اترك الصفحات خاليه من رجائي الخاص وتضرعي لرب العالمين عز جلاله :
• ربي ربي اعدنا الى رشدنا , واهدي التائهين منا , واخلع اقنعه المؤمن الزائف شريك الشيطان بإفساد ارض تفيض بالخيرات ,
• ربي ربي اعد وحده المؤمنين تحت سقف واحد وابعد عنهم نزاعات المناصب واجمع شمل السنه والشيعة بعيدا عن المرائب , وكفانا مسيحيون شرقيين وغربين فالمسيح واحد والنبي محمد واحد
• ربي ربي اجعل المجالس على قلب واحد, ووحد قواهم بربط الحبل لا بشده خوفا من انقطاعه
• رجائي انك ستتعامل معنا كسيدنا يونس , ابتلعنا حوت الجسديات ولكنك ستعيدنا الى الشاطئ
• رجائي على عكس رجاء اخوه يوسف , القوا به للهلاك وجعلته منقذا لشعب جائع
• رجائي ان نبدأ خطوه الالف ميل معا ونزرع بذره المحبة والايمان بارض زارها الانبياء
• رحائي ان نكتنز الاعمال الصالحة , فيوم الحساب قادم لا محاله
• رجائي ان نعود لرشدنا , ونسيد الاحترام بتعاملنا الاخر مع الاخر ,وندفن الضغينة , ونستأصل من عقولنا مرض الكبرياء والغرور والنفوذ والنرجسية الوهمية
• رجائي ان لا ننسى اننا بأعمال يدينا وصلنا الى ما وصلنا اليه فدعونا نرسم الصورة من جديد , والا سيحيا جيل بظلال التغبيش مسيطر على الرؤية فيها
• رجائي ان نصلي بصدق ونتحالف بصدق عندها دموعنا الحارقة نحولها لبسمات ,عساها ترتسم من جديد مبشره بعهد جديد.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com