فى اليابان تدرس في المدارس مادة اسمها (الطريق إلى الأخلاق) ابتداء من الصف الأول الابتدائي. يتعلم فيها التلاميذ الأخلاق والتعامل مع بعضهم البعض والتعامل مع الناس واحترام المعلم واحترام نظم المدرسة والمحافظة على الأملاك العامة والحفاظ على قدسية الحياة واحترام الإنسان كإنسان، و الهدف هو التربية وغرس القيم والمفاهيم وبناء الشخصية منذ الصغر، وليس التعليم والتلقين، فالأب والأم هما المسؤولان عن تربية الأولاد في المرحلة الاولى بالاشتراك الفعال مع المدرسة.
لقد أصبحت اليابان بفضل التربية والتعليم من اكثر الدول تقدما على هذا الكوكب وهذا يدفعنا للتساؤل لماذا لا نتعلم منهم او حتى نصل الى مقربة منهم؟ لماذا نحن مكانك قف؟ لماذا هناك انحدار بأخلاق طلابنا؟ ولماذا يكثر العنف والشجارات الطلابية في مدارسنا؟ ولماذا نربي أولادنا صبحة ومساء على التعصب والعنف ونورثهم أمراضنا الاجتماعية؟ كل ذلك بسبب إهمال التربية الأسرية والمدرسية. وللأسف لم نتعلم أن سبب العنف المنتشر في مجتمعنا هو إهمالنا في تربية اولادنا وكأننا لا نزال نعيش في الجاهلية الأولى والاخطاء تتكرر ولا اتعاظ والوعي الفردي والجماعي في خبر كان.
يا سادة، علينا التفكير بجدية فى مناهج ومنظومة التعليم. علينا إصلاح التعليم في مدارسنا والتركيز على التربية. علينا الاهتمام بالتربية الأسرية والا سنسير نحو المجهول، وليكن نصب أعيننا دوما مقولة وزير التربية والتعليم الياباني حين سألوه عن سر تقدم اليابان فأجاب: "السر في التعليم والنهوض بالمناهج الدراسية لطلابنا، هو المعلم سر كل نجاح وسر نجاح المعلم الياباني ثلاثة أمور هي: أعطيناه راتب الوزير وسلطة العسكري وهيبة القاضي". فهل من متعظ يا اولي الالباب؟
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com