استقبلت مدينة رهط في النقب شهر رمضان الفضيل بحفاوة كبيرة وبسلسلة من الفعاليات والبرامج الهادفة للأطفال والأسرة عامة، وذلك رغم ارتفاع الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل، حيث وصل سعر كيلو البندورة إلى أكثر من عشرة شواقل للصنف أ.
الشيخ فايز أبو صهيبان، رئيس بلدية رهط، يقول إنّه "لا شك أن ضآلة الشبكات الاقتصادية الكبيرة في المدينة تؤدي على ارتفاع الأسعار، ففي الوسط اليهودي يوجد 50 أو 70 فرع في أنحاء البلاد، وهذا يعطي لهذه الشبكة أن تتلقى تخفيضات كبيرة، وبالفعل المواطن العربي يصل إلى قريته فيجد أن كلغم البندورة وصل إلى 10-12 شيكل، وهذا ثمن باهظ جدا، حيث كان الناس يشترون بالصندوق واليوم يشترون بالكيلو، علما أن العائلات العربية مباركة الأولاد وبالتالي هذا يثقل على رب الأسرة بتزويد بيته بالخضروات والفواكه اللازمة في شهر رمضان المبارك".
لا للاستغلال
الشيخ سالم أبو صويص، إمام مسجد التقوى، يقول :"هذا الشهر الفضيل هو شهر الطاعات والحسنات وشهر القربى إلى الله عز وجل، وشهر الإخلاص في المعاملة – ومن هنا نتوجه إلى أصحاب المحلات التجارية بأن يرحموا الناس في شهر الرحمة والخير، فالاستغلال والاحتكار نهى عنه الإسلام والدين والنبي عليه الصلاة والسلام، ويجب أن تكون الأسعار منطقية ولا نطالب من التجار أن يخفضوا الأسعار تحت المعقول".
غزة لا تصدّر
أصحاب المحلات التجارية يسمعون عن تذمر السكان ولكنهم يربطون بين إغلاق سوق الخضار في قطاع غزة وتركيا، وذلك بهدف الاكتفاء الذاتي، إلى جانب حالة الطقس وموسم الانتقال من الشتاء إلى الصيف وعام "الشميتا" – وهو عام تحظر فيه الشريعة اليهودية الأعمال الزراعية- هي أهم الأسباب لارتفاع الأسعار، حيث يؤكدون أن هذه الأسعار ستتراجع في الفترة القرية، خاصة بعد الأعياد اليهودية.
سمير الجبور، صاحب محل خضروات "سوق التوفير"، يقول إنه "يشهد حركة غير عادية للمواطنين إلى محلات الخضار بالرغم من ارتفاع الأسعار الذي يؤدي إلى نقص لعدد من الخضار". ويؤكد الجبور في حديث لمراسل "كل العرب": "نحن لا نستغل الناس وضد الاستغلال، ولكن هذه الأسعار بسبب التنقل من الموسم الشتوي إلى الموسم الصيفي".
إشترِ ما تحتاجه الأسرة يوميا
يوسف عبدالله، مدير محل خضروات، يبرز أمام مراسلنا عدد من الأسعار للبندورة تبدأ من 6.5 وحتى 12.5 لصنف أ، ويؤكد أن هذه الأسعار للجميع ونكتب هذا السعر أمام الزبون ويضيف: "اعتقد أن أفضل شيء للزبون في هذه الفترة هو أن يشتري ما تحتاجه أسرته في اليوم وعدم التبذير. الأسعار حتى في الضفة وعند اليهود وحتى في العالم بأسره هي عالية للأسف، علما ان الطقس لم يساعدنا هذا العام".
المواطنون والتجار أنفسهم يأملون أن تتراجع الأسعار لما فيه الخير للناس خاصة من العائلات مباركة الأولاد الذين يحتاجون إلى كمية أكبر من الخضار والفواكه كل يوم، ويؤكدون أن "تسوق في بلدك" هو شعار هام ولكن لا يمكن تطبيقه إذا كان فارق الأسعار بين البلدة ومدينة بئر السبع هو ثلاثة أضعاف وأكثر.