رجل المرحلة بامتياز| بقلم: رائف عاصلة

رائف عاصلة
نُشر: 01/01 14:48,  حُتلن: 20:04

لا أدعي عبثا هذا الوصف لقيادة سياسية بحجم اسم أحمد، لأنني ببساطة شديدة لا يكترث وعيي السياسي الشخصي ولا يطرب كثيرا لرنين أسماء المكاتب ولا المناصب الحزبية.. لا مكتب سياسي ولا لجان مركزية ولا استشارية ولا شورى ولا شرعية ولا أي شيء آخر...كل هذه الهرمية القديمة من المؤسسات الحزبية ومسمياتها لا تعني لي شيئا ...بقدر ما يعنيني قدرة  هذا الحزب أو ذلك على العطاء السياسي النوعي، وقدرته على طرح وجوه وشخصيات وأسماء قيادية في سوق التداول السياسي الشعبي الحزبي المحلي قادرة على الحضور الخاص المميز، وتتمتع بقدرة فائقة على إدراة حواسها الست في العمل السياسي اليومي الرسمي منه والشعبي خدمة لشعبها وقضاياه الحارقة.

كنت أجلس قبل صلاة الفجر من يوم الجمعة وأراقب عبر البث المباشر وصول طلائع المصلين من الفجر العظيم إلى بوابات المسجد الأقصى المبارك وهي مغلقة وهم ينتظرون فتحها لهم ويهتفون للمسجد أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين..! صليت الفجر وبقيت أراقب الوضع من غرفتي حتى وقع الذي كنا نحذره ..الاعتداء على المصلين بعنف غير مسبوق ووقوع الكثير من الإصابات فوق مصاطبه المقدسة واعتقال المئات منهم ..!

كنت أتوقع بعد هذا الحدث الجلل أن تتدفق القيادات الحزبية والحركية المحلية على طرفي الخط الأخضر إلى بوابات المسجد المقدس القبلة الأولى المشرفة لدخوله والوقوف مع أبنائهم وبناتهم ونسائهم ورجالهم المعتدى عليهم هناك من قبل شرطة حكومة المستوطن بينيت بشكل غير مسبوق ..لكن ذلك للأسف الشديد لم يحدث..!

وحده الدكتور النائب أحمد الطيبي رئيس حزب العربية للتغيير ومعه الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس حزب المبادرة الوطنية الفلسطينية من قدم إلى هناك واشتبك مع جنود من شرطة الاحتلال وأصرّ على دخول باحات المسجد وعدم رضوخه لمحاولات منعه صارخا في وجههم ( أنا مسلم  وهذا مسجدي ...أنا لست بن جفير لاحتاج لإذن منكم لدخول مسجدي حتى لو اضطررت للانتظار هنا لساعات طويلة ).


دخل أحمد مسجده وعانق أهله وشعبه المرابط هناك ووقف إلى جانبهم ثم خرج من هناك إلى مستشفى المقاصد في حي الطور من المدينة المقدسة لزيارة جرحى اعتداءات وتنكيل شرطة بينيت في المسجد ومعه زميله النائب أسامة سعدي ومن المستشفى إلى بيوت عوائل المعتقلين ...يسأل عن حالهم ..ومن هناك إلى مبنى المحكمة مع المعتقلين مع طاقم المحامين الأشاوس الذي انتدبوا أنفسهم للدفاع عن معتقلي المسجد حتى الإفراج عنهم ...!

كان أحمد في كل ذلك يقدم النموذج الوطني المميز ...يصرخ بصوته نهارا عند الصف الأول من المواجهة مع شرطة الاحتلال في القدس الشريف التي رفضت السماح له بدخول مسجده ...ويمسح بكف يده ليلا على جبين جرحى المسجد ويقبل جباههم فوق سرير جرحهم وألمه ...تماما كتلميذ وفيٍّ لمعلمه الأول القائد الرمز ياسر عرفات ...يقاوم التعب والإرهاق حتى ساعات الليل المتأخرة في قاعات المحاكم مع أطفال المسجد المعتقلين ...ثم يقفز إلى إعلامهم العبري ليضعهم أمام حقيقة وحشية احتلالهم...وما ارتكبوه من جريمة بحق الشباب والأطفال والنساء في ساحات المسجد الأقصى المبارك في حضور إعلامي مميز ...يعرفون هم قبل غيرهم أن أحمد في كل ظهور إعلامي له يكشف عورة إعلامهم وعنصريته العرقية الانتقائية في التعامل مع العربي إبن البلاد وجرحه وأسره..!

بين المسجد أولى القبلتين وباب العامود ومستشفى المقاصد وقاعات المحاكم وبيوت المعتقلين ..كان أحمد يقدم الدليل الحسي الليلي أن هذا الرجل هو النموذج القيادي المميز الذي يستحقه شعبنا في هذا الظرف السياسي وفي هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها شعبنا. لذلك كله من حق عاطفتنا الجمعية الدينية ومن حق ظرفنا السياسي الوطني الفلسطيني داخل الخط الأخضر الادعاء بحق ...أنه رجل المرحلة بامتياز.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة