لقد أعجبني هذا البيت من الشعر المنشور على صفحة أحدِ الاصدقاء في الفيسبوك، وهو :
( وإن بُليتَ بشخص لا حياءَ لهُ = فكن كأنكَ لم تسمعْ ولم يَقُلِ )
فتظمتُ هذه الأبيات من الشعر ارتجالا ومعارضةً له :
نمشي الدّهورَعلى الأشواكِ والأسَلِ رغمَ الشَّدائدِ تبقى فسحةُ الأملِ
رغمَ المصائبِ ما لانتْ عزائمُنا ونحنُ في الليلِ كالأقمارِ كالشُّعَلِ
رغمَ الرَّزايا فما هانتْ مطامِحُنا وَفيضُنا لم يكُن بالمَنبعِ الوَشلِ
الخيرُ وَاكبَنا والرَّبُّ بارَكنا نُحيي مرابعَنا كالعارض الهَطِلِ
هذي المرابعُ فيها كدَّ معولنا وأخصَبَتْ بعدَ عهدٍ قاحلٍ مَحِلِ
نحنُ الميامينُ في قول وفي عملٍ وفي دروبِ اللظى نمضي بلا وَجَلِ
الصَّعبُ نعبُرُهُ والزَّهرُ ننثرُهُ والفجرُ هلَّ كأنَّ الليلَ لم يَطلِ
نحنُ الاشاوسُ وردَ الطهرِ نحرُسُهُ وفي التّسامحِ صرنا جذوةَ المَثلِ
وكم بُلينا بشخص دونما خُلق كأنّنا دون سمع وَهْوَ لم يَقُلِ
إنَّ السَّفيهَ كرام الناسِ تنبُذهُ أمَّا الكريم ففي الوجدانِ والمُقلِ
إنَّ الكريمَ عنِ الأوباشِ في بُعُدٍ مجالسُ السُّوءِ للأوغادِ والهَمَلِ
إنَّ الأبيَّ حشودُ الحقِّ تمدحُهُ والذمُّ يأتي منَ الحُسَّادِ والهُبُلِ
وَغايةُ النفسِ صفوٌ في نسائمِنا وَتختفي طغمةُ العُذّالِ والعذلِ
مصائبُ القومِ عند الغيرِ مُجْديَةٌ لمَّا يُضَيِّعُ قومٌ موضِعَ السُّبُلِ
وعندما الحُرُّ يكبُو بعدُ سُؤدُدِهِ فالنذلُ يشمْتُ في لؤمٍ وفي هزَلِ
إذا أتى الذمُّ من نذلٍ وَمُرتزق مسخ عميلٍ وفي الأقذارِ والعِللِ
هيَ الشَّهادةُ أنَّ النُّورَ عمَّدني ورايتي فوق جفنِ الشَّمسِ لم تزلِ
وإنّني شاعرُ الأحرارِ قاطبةً نارًا سأبقى على الأرجاسِ والسَّفلِ
وشعريَ الشّعرُ لا نظمٌ يُعادِلهُ وَعندَ أهلِ الهدى أشهَى من العَسَلِ
ربُّ القريضِ وشعري صعبُ مُمتنع والغيرُ يكتبُ سُخفا دونما خجَلِ
شعري الحداثةُ بالإبداعِ مُؤتلِقٌ فيهِ الشَّذى والمُنى بل كلُّ مُؤتملِ
وَإنّني الوطنيُّ والقوميُّ مُفتخرٌ طولَ الزمانِ بشعبٍ صامدٍ بطلِ
إنَّ العروبة عنواني ولي شرفٌ أبقى بوجهِ رياح البطشِ كالجبلِ
وأصدقائي كرامُ النّاسِ أشرفُهُمْ أمَّا القمِيءُ مع الأنذالِ والزّبلِ
مَن رامَ ذمِّي لمافونٌ وَمُرتزقٌ مَسْخٌ عميلٌ جرى مع زُمرةِ الفشلِ
كلُّ المفاوزِ في الأهوالِ تعرفُني الموتُ يهربُ مِنِّي كالصَّبي الثَّمِلِ
الخيلُ والليلُ والبيداءُ لي شهدَتْ والعلمُ والفنُّ في الأقطارِ والدوَلِ
وَإنَّني مُتنبِّي العصرِ.. ما كذبُوا وَبي الفنُونُ ازدَهَتْ في أجملِ الحُللِ
زينُ الشّبابِ وَمجدٌ للألى افتخرُوا والفارسُ المُرتجَى في الموقفِ الجَللِ
وتحتَ أقداميَ الصحراءُ قد نضَحَتْ وَإنَّني البِرُّ في حِلٍّ وَمُرتحلِ
نحوَ النُّجومِ أنا ما زلتُ في سَفر ترفّعتُ عن عالمِ الأقذارِ والزّللِ
فوقَ المَجرَّةِ قد أرسلتُ قافلتي المجدُ أمطرنِي بالوردِ والقُبلِ
ميتافِزيكا وجودِ الخلقِ مُنطلقي وراءَ حُجبِ الدُّنى أمضي على عَجلِ
وَقمَّةُ الذّاتِ في عُرسِ الفداءِ أنا الفنِّ يُنعَى هنا إذ ما دنا أجلي