بركة العنزية في الرملة-يوسف كنانة
بركة العنزية في الرملة ارث من الحقبة العباسية شيد سنة789م ، يوثق هوية وتاريخ المكان
في ليلة الحادي عشر _ والثاني عشر تموز 1948 ، وبعد أن انسحب الجيش من مدينة الرملة ، فالقصف الشديد والحصار الذي نفذته العصابات الصهيونية زاد وضع المدينة حرجا وسوءا ، مما اضطر وجهاء الرملة بالتوجه الى مقر قيادة لواء " يفتاح "الصهيونية في مستعمرة " ياعن " ، وهناك وقعوا على وثيقة استسلام الرملة ، على ان يبدأ تنفيذ الاتفاق عند الساعة العاشرة من يوم الثاني عشر تموز 1948 . حيث نص الاتفاق بالمحافظة على سلامة سكان المدينة ، وكل من ليس في جيل الجندية ، له الحرية في ترك المدينة أو البقاء فيها ،على شرط ان يسلم كل المقاتلين المتطوعين من خارج الرملة . وفي ساعات الصباح الباكر دخلت الكتيبة 42 لواء كرياتي الى مدينة الرملة وفرضت امر منع تجول لسكانها. ولكن القيادة الصهيونية برئاسة دافيد بن جريون ويجال الون قائد العمليات العسكرية في حملة " داني " . بثوا بأمر الرملة واثروا عدم الامتثال لاتفاقية الاستسلام مع وجهاء المدينة ، فاصدروا امرا بطرد السكان العرب . وقد تم ذلك . ومن ذلك الحين بدا تنفيذ مشروع تهويد المدينة الساحلية اما عن طريق استقدام مستوطنين يهود ليحلوا مكان السكان العرب الاصليين ، وكذلك تهويد الاماكن واسمائها العربية كما وعملت بلدية الرملة ووزارات اسرائيل المتعاقبة بطمس المعالم العربية هدم البيوت والاحياء العربية وتشييد عمارات ومباني جديدة .
لكن هناك وفي مدينة الرملة بقيت مباني تاريخية اثرت الصمود وتقف شامخة عقود من الزمان شاهدة على تبدل الحال والسكان ، لتكون خير شاهدا موثقا لتاريخ وعروبة المكان والسكان . وفي هذه المقالة نسلط الضوء على واحدة من ابرز الاماكن الاثرية التاريخية الاسلامية العربية في الرملة وهي بركة العنزية او الخيزران او بركة الاقواس .
وهو عبارة عن مجمع أرضي للمياه ( خزان ماء تحت الأرض ) شيد سنة 789 م , شيد بامر الخليفة العباسي هارون الرشيد .
اكتسبت هذه البركة اسمها العنزية _ حيث ان مياه هذه البركة كانت تروي وتسقي كافة الدواب في الرملة . اما اسم الخيزران نسبة الى والدة الخليفة هارون الرشيد . وعرفت ايضا باسم بركة الاقواس اذ تتميز باقواسها ذات الراس المحدد .
يبلغ مساحة هذه البركة حوالي 2400ممربع ، فاذا امعنا النظر فنجد ان اضلاع البناء غير متوازية حيث يبلغ طول الضلع الشمالي 24م الجنوبي 20م بينما يبلغ ارتفاعها 9امتار ، ، وقد تم تغطيتها ب 6 اقواس والتي حملت بواسطة 15عامود ، على مدخل المبنى ومن اعلاه يظهر للعيان الفتحات التي شقت لأجل انتشال الماء ،التي تملا خزان البركة من عيون منطقة تل ابو شوشة التي تقع شرقي المدينة .
ما يثبت ويؤكد ويوثق تاريخ وهوية البركة هو النقش بالخط الكوفي والذي نقش على احدى القناطر مكتوب " بسم الله الرحمن الرحيم امر وكيل امير المؤنين بالبناء اطال الله عمره في شهر ذي الحجة .
اليوم فان هذا الخزان اصبح موقع سياحي ترفيهي تقوم عليه بلدية الرملة ووزارة السياحة فتم تزويد البركة بالقوارب الصغيرة لترفيه الزوار .
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد:
مجموعة تلجرام >>
t.me/alarabemergency
للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >>
bit.ly/3AG8ibK
تابع كل العرب عبر انستجرام >>
t.me/alarabemergency