قهر القهر ونبذ الفقر| بقلم: الكاتب والاديب د. محمد زيناتي

د. محمد زيناتي
نُشر: 01/01 12:54,  حُتلن: 13:22

ليس الفقر هو الجوع إلى المأكل أو العرى إلى الكسوة،الفقر هو القهر الفقر هو استخدام الفقر لاذلال الروح الفقر هو استغلال الفقر لقتل الحب وزرع البغضاء.


وماذا يفعل الإنسان إن جافاهُ الاهل والخلان؟


يضيقُ الكون في عينيه، يفقد ألفة الأشياء, تصير الشمس في عينيه أذرعه من النيران يلقى ثقلها المشاء.
الظلم و القهر هما الكلمات التي غالبا ما يتم الخلط بينهما بين الكثير من الناس، على الرغم من أن هناك فرق بين الاثنين. دعونا أولا نعرف الكلمتين. يشير الظلم إلى المعاملة القاسية والغير عادلة. هذا يمكن أن يحدث عندما تضطهد فئة فئه أخرى.
يشير القهر إلى السيطرة بالقوة. ويمكن أيضا أن يوصف بأنه قمع الأفكار الغير متوافقة مع القاهرين.

يشير الظلم إلى المعاملة القاسية والغير عادلة من قبل اناس يظنون ان الكل مباح لهم حتى احاسيس غيرهم، بحيث لا تعنيهم ويعتمدون عصرها قهرا، وكأنهم مّرفعون عن المعاتبة ويجهلون انهم مبرقعون.


وتقبع المشكلة المركزية اذا واجهوا سباحا ماهرا لا تغرقه امواجهم ولا ترهقه السباحة، وكانه يقول مها حاولتم لن تستطيعوا امتزاجي بمائكم فانا الزيت وانتم خلقتم لا فرزكم واظهر قيمتي وابقي على قيمتكم.


دعونا نسبح معا بنفسيه هؤلاء المتنمرين
قبل الخوض بنفسيتهم حري بنا أن نعرف هذه الظاهرة، ظاهرة التنمر، كي يتسنى للقارئ الوقوف على ما سيأتي انفا.
التنمر ظاهرة سلوكية عدائية هدفها إيقاع الضرر بشخص اخر وبشكل متعمد، اما ضرر لفظي او ضرر اجتماعي.
ان هذه الحالة متمثلة ومتجسدة في كثير من المجتمعات، وقائمة ومجبولة بروح التكبر والتعالي على الغير تحت غطاء وادعاء سخيف ملخص بفكر مسموم مجمله، نحن افضل منك او بالأحرى من انت لتتقارن بنا.


يظن المتنمر دائما انه على دراية بأمور لا يعرفها الاخر، وهو الكانز للمعرفة، ويتعامل كسيد متسيد على تبعيه غوغاء، ويتعاملون معهم بالقهر الفكري ويزرعون بهم عدم الاهتمام بالمعرفة ويكتفون بما يعلمهم هؤلاء ويجهلون انهم سلموا فكرهم لمرض لا شفاء منه، الغيبوبة العمياء.


أيها المتنمر احذر !! ليس الكل يرضى ان يطفئ سراج عقله ويكتفي بما يملى عليه!

كل الأبواب ستفتح بحروف امضى من البراق وبقلوب اصفى من البلور ! شاء من شاء وأبى من أبى.
لست ولسنا من هؤلاء الذين ينتظرون جيفارا ليحررهم من العبودية،  فقلبنا متوهج بحكم واعراف الاولياء، ومن كان متكلا مسلما لتعاليم الله وما علمه انبيائه الصالحين، يترك مساحه للشيطان اذا صمت عن الحق.
أيها الثائر الحائر بنور محاط بظلمات، أخبر هؤلاء المتنمرون من هم الروحانيون الحقيقيون الديانون! ولست اطلب منك طلبا ايها الثائر هذا امر.


لن انافق فراعنة هذا الزمان الناهلون الرافعون رايات التكبر والنفاق ! ولن اشكو همي لامة فارقت املي وعلى عتاب النفاق استراحت ومن ابواب الحرمان دخلت!

أعلموا ان بحري واسع وابوابكم زجاجية ومحكمة الزمان ستعقد ! وسترجمون حتى ينتذر زجاجكم تحت اقدام الزمان، فانا قائد سفينه مجرب ,مهما حاولت الرياح ان تسرق اتجاهي اروضها لتقود سفينتي حيت اريد، ولا شيء يجري عندي بعكس ما تشتهي سفينه ايماني.

اسمعوا وعوا قول احد الفلاسفة الكبار "سعادتنا خالدة فينا، خالدة ترتدي رداء القوة، لا تستريح على الاطلاق وسيدة كل الازمان، اعظم من ان تسترضى واسمى من ان تسلب".


أيها المتنمر المتكبر، ازرع ما شئت من السذاجة وهات من الحماقة ما استطعت واطلب السمع بلا استفهام واطلب النظر بلا استبصار، واطمس ما شئت من الناس، فما ازدراءك وانتقاصك لغيرك الا نقص في عقلك وقصر في فهمك !
دائما ترى نفسك ذهبا وغيرك خشبا! وتنسى سبحان الله الخشبة في عينيك, ولأعلمك اكتر ذهبك زائف.

ان نزع الرين عن القلوب وإزالة الرمد من العيون والجفاف والقفر الذي لا نبت فيه ولا اخضرار اصله خريف دائم وريحه فحيح لا يتم الا بنزع نير الاستبداد الروحي، وهذا لا يتم الا بالمعرفة التي تستخدم كأداة للقوة والتي توصل الى دقة في الوعي فهيا ننمي معرفتنا كي تكبر فينا إرادة القوة وبها يكبر وعينا، ولله ما استعبدت هذه النفوس واستغلت الا بقلة المعرفة!

بإرادة القوة التي هي الجوهر الاعمق في هذه الحياة تتحقق العدالة والحرية، يولد عهد جديد، نعم القوه هنا المقصود منها صدق الايمان والتمسك بكلمه الله سبحانه تمجد كل حين.


سئمنا الأناس المتزينين بثوب الحمل والبراءة، والمتظاهرين بلسان يقّطر عسلا وهم متحايلون, سئمنا اصحاب القرارات، الماهرون في إخفاء الحقائق وشن الدساتير الخاصه بالخاصين منهم, سئمنا المتمرسين بتشويه صورة الاخرين، مستهزئين بالكامل ,بنفسيتهم وكرامتهم، سئمنا المدعين انهم اهل الخير ومصدر الثقة، وهم زائفون كاختتامهم المدنسة منذ ايام المخاتير، ولو نطقت هذه الاختام يوم الدينونة لصرخت لست انا من نهبت وسرقت يا سيدي ولست انا من زور الحقائق ولست انا من حصل على عموله مقابل رسمي على الورق، لكني يا سيدي وقعت بأيادي حكام غير جديرين وناهبين ومحتالين.

- انا لا اخاف المعتدي، فعندي من الشجاعة ما لا يملك، ومن الحكمة ما يفتقر، المشكلة ان هذا المعتدي لا يجروا ان يعتدي، ويتربص ك الضباع حتى يأكل ما تترك له الاسود من جيف تغدت عليها اشبالها، لقد قضيت حياتي انتظر ان تأتي العاصفة وتزعج موج البحار ليغضب ويتور لا طمعا بارتفاع الامواج، بل لأراها تنكسر عند شواطئي والصخور التي بنيتها لكسرها.

- انا محارب , نعم محارب شرس ولا ارضى الهوان واكتر ما اكره بالحياة ليس المتنمرين فحسب بل الاشخاص الذين يؤيدون مذهبيه ,لا تسأل واتبع ايها المنّساقون المجرورون لا تلوموا سكين الجزار فأنتم سمنتم نفسكم وكذبوا عليكم بدلال الطعام والشراب حتى نسيتم ان العيد على الابواب وانتم نعّم التضحية.

- فرحتم بانكم الخمرة المعتقة من العنقود المختار وتباهيتم انكم على موائد الكبار تتمركزون، ونسيتم ان عطشهم اقوى من قيمتكم عندهم وانكم وجدتّم اصلا ليشربوكم ؟

- انتم اه لو تعلمون، لستم العود الاخضر بحدائقهم، انتم العود الذي ينتظر صاحب الدار ان يزوره اول الشتاء ليتمتع باحمراره باتون النار

- حقا اقول لم انكش هذا الالم بتعابير صارخه لو كان هناك من يتملك الشجاعة، ويرضى الحوار، ويترفع عن قول اننا ما زلنا صغار العلم والمعرفة، ويتجاهل اننا كنا ايام الدراسة لا نغش بالامتحان، ولا نحصل على علامه امتياز كوننا ابن فلان وفلان، لم تتغيروا انتم ولكنكم ما زلتم لا تدركون ان الزمان قد تغير فلا تتفاخرون.

ان اكتر ما يزعجني بهذه النفسيات المتملقة، انهم مبدعون بإتقان دور الحس المرهف، والبسمة الزائفة، ناهيك عن نبرات صوتهم الهافتة التي تحمل تعابير مغايره لما يحمله قلبهم من حقد وكراهية.

واكتر اختصاصاتهم براعه انهم يهاجمون الحجج والبراهين التي تحمّلهم مسؤوليه اعمالهم بالصمت المطلق ويتسلحون به كما يتسلح المؤمن الحقيقي المتنسك بعبادته ناسيا الدنيا وشرورها.


ان الهدف من وراء ما كتبت هو استنفار كل ما أتيت من قوه لأقهر قهر الذين اوصلونا الى شواطئ موحله اما ان تشد بنا لأسفل, واما ان تحملنا الى الماء منهوكي القوى ونغرق، وانا اصرخ بوجه الفقر, والمقصود هنا التعبير عن الرأي وهو شعار اكل الدهر عليه وشرب من قله عدم الاستعمال، انفض الغبار عنك وتحرر فان لم تفعل ستبقى دفين الجبن وتتقلد وسام الجبان بامتياز.

اتت الشمس ضاحكه بعد غروب لتشق الندوب على حيطان السراديب، وتدخل ضوء على الاسرب لا لتحييه بل لتقتله وتقتل تعفنه بنور المعرفة الذي ما زلنا نحمل شعلته ولن نتنازل عنها ابدا. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة