لو أردنا أن نبحث عن صفة مشتركة تجمع قاديروف ورجاله الشيشان مع حركة طالبان لقلنا دون شك بأن كلاهما أو كلّهم محاربون أشداء أثبتوا شجاعة وبأسا في الوغى وفي ساحات القتال.
لكن دون شك أيضا هناك صفات متباعدة متنافرة ما بين الشيشان وطالبان وخاصة فيما يتعلّق بالتعامل مع النساء. فآخر مآثر حركة طالبان "وصرعاتهم" هو اصدار قانون حازم "بتلفيع" جميع النساء الأفغانيّات، وكأن المرأة الافغانية ينقصها التلفيع و"نصب الخيم و"الشوادر" فوقها"!!
بعد أن استطاعت طالبان دحر الأمريكان من ربوع افغانستان كان من المُؤمّل أن تلتفت إلى أمور تفيد البلاد والعباد، فالبلاد مدمّرة بفعل سنوات الحرب الطويلة وتحتاج إلى اصلاح واصلاحات وصلاح في كافة حقول ومناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأمن والسلم وارساء المواطنة والمدنيّة وحتى الديمقراطية... "لم لا؟؟".
الغوص في لبّ وكنه الأمور، لكن طالبان ركضت للقشورو"تشاطرت" على النساء وضرورة الباسهن البرقع!! " برقع فوق برقع وبرقع وراء برقع!!!!
لكن فيما بتعلّق بالشيشان وبزعيمهم قادروف فلم ترشح أية معلومات تفيد بأنّهم "طبّو في النساء في بلادهم الجميلة. بل يبدو والله أعلم بأنّهم منشغلون بأمور أجلّ وأهمّ.
احدى هذه الأمور هو مشاركة قاديروف ورجاله في الحرب في أوكرانيا إلى جانب القوّات الروسيّة. فقد رأيت تسجيلا مُصوّرا قبل عدة أيام يظهر فيه قاديروف وهو يتوسّط رجاله يتمخترون بكامل اسلحتهم الرشاشة في شوارع مدينة "بوباسنا" الأوكرانية التي أخضعوها لسيطرتهم بالكامل. بعض من رجاله كان يهتف خلال الجولة "الحربجية" من حين لآخر ويصيح :"الله أكبر".
يُقال أن الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف مقرّب جدا من الرئيس بوتين، بل ان البعض يذهب أبعد من ذلك،إلى القول والتأكيد بأن الرئيس بوتين يعتبر قاديروف "بمثابة ابن له".
في هذا المقام والمقال والصدد فان المرأة الفلسطينيّة "أخت الرجال"، "حارسة نارنا، كما جاء في اعلان الاستقلال بقلم محمود درويش، تتبوّأ مكانة طبيعيّة مميّزة في المجتمع وفي العائلات الفلسطينيّة, فهي المناضلة وزوجة المناضل وأم البطل وأخت الشهيد البطل والأسير البطل.
المرأة الفلفسطينيّة "دلال المغربي"، أوّل رئيس لجمهورية الساحل الفلسطيني عام 1978 حين قادت 12 رجلا في عمليّة نوعيّة جريئة استغرقت يومين كاملين.
ألمرأة الفلسطينيّة تسير جنبا إلى جنب مع الرجل في كافة نواحي الحياة وحقول العلم والعمل.
في الحكومة الفلسطينيّة الحالية، حكومة د. محمد اشتيّة توجد فيها 5 سيّدات وزراء
وفي أعلى هرم الهيئة القياديّة في حركة فتح، اللجنة المركزية توجد سيدتان، وعدد آخر منهن في المجلس الثوري وفي أعلى هرم السلطة.
وأكبر تواجد للمرأة الفلسطينيّة هو في مجال التعليم ، فعدد الاناث في كافة الجامعات الفلسطينية يفوق عدد الذكور.
أما في التعليم في المدارس فتتواجد المرأة المديرة والمُعلّمة بصورة كثيفة وحثيثة وطبيعية.
مثال ساطع على ذلك شقيقتي العزيزة نعمة صالح شقّور التي كانت أصغر مديرة مدرسة في فلسطين عندما عُيّنت أوّل مرّة عام 1997، واستمرّت مديرة تنقّلت إلى وفي عدة مدارس.
الآن هي مديرة مخضرمة للمدرسة الثانوية للاناث في بلدتنا في محافظة سلفيت، بلدة الأنبياء"ذو الكفل وذو النون".
وقد شاركت مؤخّرا وفريق من ست طالبات من مدرستها في مسابقة اقليمية "مسابقة الشركة" للابداع والاختراع ومركزها أبو ظبي لكن عن طريق الانترنت بسبب تقييدات جائحة الكورونا.
وقد اخترعت وفريقها "سترة" "جاكيت للذكاء الحسّي" يلبسه مريض "التوحّد" فيعينه على بقائه هادئا يمارس حياته ولا ينفعل لسبب أو لآخر.
هذا الاختراع الابداعي نال المركز الأوّل في المنافسة والجائزة الأولى.
على أثر ذلك تمّ تكريمها وفريقها من قبل محافظ محافظة سلفيت باسم سيادة الرئيس محمود عباس.
وتمّت دعوتها مع فريقها للحديث عن الانجاز وعلى الهواء مباشرة في راديو أجيال حيث استضافتهم المذيعة المبدعة ميسون مناصرة في برنامجها الصباحي المباشر "المجلّة المنوّعة".
وتواصل مسيرتها التعليميّة المبجّلة مع طالباتها في مدرسة البلدة الثانوية.
بالتوفيق دائما وإلى الأمام.
وكما يقول المثل الاسباني الشهير:" دائما إلى الامام، ... إلى الخلف أبدا ومطلقا ولا حتى من أجل التحمية".
* منجد صالح - كاتب ودبلوماسي فلسطيني
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com