يودّع اليوم الوسط الاعلاميّ وخاصة الفلسطيني منه.. نجمةً من نجوم الأعلام لمعت في سماء فلسطين وتجوّلت في انحاء المعمورة عبر الفضائيات، نجمة متّزنة.. هادئة.. وقورة، حفظت درسها بمهارة واقتدار.
نجمة فلسطينية، عربية، ودولية.. عشقت عملها فأتقنته أيّما اتقان.. كيف لا وهي خرّيجة مدرسة الاعلام الفلسطيني.
فبعد تخرّجها من كلية الاعلام في جامعة اليرموك الاردنية.. دخلت مدرسة إذاعة صوت فلسطين بصحبة الاذاعي القدير المرحوم يوسف القزاز ومذيعي صوت فلسطين في رام الله أمثال باسم ابو سمّية وابراهيم ملحم ويوسف المحمود والكثيرين من الزميلات والزملاء الذين حملوا على عاتقهم أعباء الاعلام في مرحلة السلطة سواء في الاذاعة أو التلفزيون أو وكالة الانباء "وفا" وغيرها من الوسائل الاعلامية المعروفة في فلسطين.
لذلك اتجهت وسائل الاعلام العربية الى هؤلاء النجوم الفلسطينيين فاخذت تستقطب العديد منهم في وسائلها الاعلامية كفضائية "الجزيزة القطرية" و "أبو ظبي الاماراتية" و "العربية السعودية" وغيرها وغيرها.
عرفتُ الشهيدة شيرين من خلال "صوت فلسطين" في رام الله حيث استضافتني مرة هي والاعلامي العزيز يوسف المحمود لاحظتُ هدوءها وطرحها السليم وحوارها الواعي والعقلاني في برنامجها الاذاعي رغم ان المرحوم يوسف القزاز معلّم الاذاعيين في رام الله في تلك الفترة وهو صاحب الصوت القوي الجهوري الاّ ان شيرين لم تتأثر به وحافظت على هدوئها وأدائها مما اكسبها رعايته، رحمه الله، ورعاية زميلاتها وزملائها وحافظت على هذا الاداء طيلة عملها في "الجزيزة" رغم الرصاص الاسرائيلي الغادر الذي كانت تتفاداه فتمر ما بين الطلقة والقذيفة مصحوبة برعاية المشاهد الفلسطيني والعربي ودعائهم بعد رعاية الله عز وجلّ وهي تحمل الميكرفون منطلقة بالكلمة الأمينة التي تعبّر بها، صادقةً، عن الوضع الفلسطيني في باب العمود.. في الاقصى.. وكنيسة القيامة.. وفي الشيخ جراح والخان الأحمر.. في رام الله وجنين ومخيّمها البطل وفي غزة الجريحة.
يطالبون بالتحقيق باستشهادها..؟!
عن اي تحقيق تبحثون؟!!
القاتل واضح وضوح الشمس..
القاتل هو بينت ونتنياهو وبن غفير وقادة جيش الاحتلال.. صغيرهم قبل كبيرهم الذي علمهم السحر.
الى جنات الخلد ايتها الشهيدة العاقلة.. شيرين ابو عاقلة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com