إستثنائي ، لأول مرة ، قتل بدم بارد ، كلمات رددها مذيعو قناة الجزيرة خلال النقل الميداني لتشييع عروس القدس الزميلة شيرين ابو عاقلة التي قتلها الإحتلال ليس إستثنائياً ، بل طبيعياً أن يقوم بالقتل للناس في فلسطين.
أن تعتبر الجزيرة هذه الجريمة إستثنائية فهي بذلك تنسى أن الإحتلال الإسرائيلي هجر الفلسطينيين من ديارهم عام ثمانيةٍ وأربعين ليس إستثنائياً ، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ، وإبعاد الفلسطينيين من وطنهم ، واعتقال مئات الالاف ، وهدم المنازل ، وحصار غزة وتجويع أهلها ، وسجن الفلسطينيين خلف جدار ، وإستمرار أطول إحتلال في التاريخ المعاصر ، وسرقة الأرض وإحلال المستوطنين فيها ، والقائمة تطول.
كل هذه الممارسات الى جانب قتل الزعيم ياسر عرفات وقادة العمل الوطني والقياديين والكُتاب والإعلاميين وٱخرهم نجمة القدس شيرين ابو عاقلة ليست إستثنائية ، إنما هي نهج دأبت عليه العصابات الصهيونية منذ النكبة ، ثم حكومات إسرائيل طيلة أكثر من سبعة عقود الى يومنا هذا ، وتعزز ذلك النهج وتكرس الى أن بات العرب يتساوقون معه ويهرولون للتطبيع مع إسرائيل التي تتراجع عن كلمةٍ ترددها كثيراً وتكرهها كثيرا كلمة "سلام" .
سلامٌ يستجديه العرب تمثل بالمبادرة العربية في قمة بيروت لا يلبي أدنى طموحاتهم وترفضه إسرائيل ، وكلما تنازل العرب تشددت إسرائيل ، وبعد الإستسلام للواقع ، وبعد المحاولة الفلسطينية لإسترداد ولو جزءٍ من الأرض المحتلة فُتحت الأبواب على مصارعها للهرولة نحو التطبيع دون الحصول حتى على الفتات.
الجزيرة الحزينة معنا على بنتنا كلنا شيرين ، كانت المبادِرة لإعطاء المنبر للذين قتلوا شيرين والالاف من الفلسطينيين قبلها ويواصلون القتل والإحتلال .
اليوم وعلها ليست ردة فعلٍ ٱنية طالبت المذيعة خديجة بن قنة بعدم إستضافة القتلة ومنحهم المنبر ليروجوا لروايتهم التضليلية بإسم "الرأي والرأي الٱخر" وينضم اليها الإعلامي احمد منصور الذي لم يفاجئنا موقفه.
قد يتسائل البعض "أين مبدأ الرأي والرأي الٱخر" ، نقول "لا رأي للقاتل" ولا يجب أن نسمع رأيه ، فابحثوا عن ٱراء أخرى على الأقل لا تدافع عن القاتل ويوجد مثلها في الطرف الٱخر.