تقرير: نادرة شحادة (جمعية ابداع)|| افتتحت جمعية ابداع يوم الجمعة 13/5/2022 في بلدة كفرياسيف معرضًا مميزًا للفنانة منال يوسف عيلبوني بعنوان "لوحات من بلدي"، من تنظيم الفنان إبراهيم حجازي وبرعاية رئيس مجلس كفرياسيف المحلي المحامي شادي شويري، وسط أجواء إفتتاحية رائعة شملت شخصيات ثقافية إجتماعية مرموقة متذوقي الفن والشعر والثقافة من معارف وأصدقاء الفنانة منال من القرى والمدن المجاورة.
تصوير : سلام ذياب
افتتح المعرض عريف الإفتتاح الأستاذ عبد الخالق اسدي عضو الهيئة الإدارية في جمعية ابداع مرحباً بالحضور مهنئاً الفنانة منال بمعرضها الجميل والمميز قائلاً : تأثرت الفنانة منال بعملها الفني بالرسم والنحت من حكايات الماضي التي عاشها الآباء والأجداد . احتلت عيلبون عام 1948 وهاجر أهلها الى لبنان ضواحي مدينة صيدا وبعد مرور 50 عاماً خارج الوطن بدأت مسيرة العودة الى عيلبون وهذه كانت خطوة حكيمة من سكان عيلبون إصرارهم العودة الى قريتهم وتحت الاحتلال الإسرائيلي . من هذه الأجواء المأساوية وأحداث النكبة ومجزرة عيلبون وتاريخ عيلبون ذات الثقافة العالية استوحت منال أعمالها الفنية مجسدة هذا البلد من الماضي الى الحاضر . لها معارض عديدة فردية وجماعية محلية وعالمية . تحياتي الحارة لك يا منال والى اللقاء في معارض أخرى .
كما كانت مداخلات قصيرة لكل من الدكتور منير توما الذي هنأ الفنانة بمعرضها وقام بتحليل مضمون اللوحات بشكل مختصر وما تحمله اللوحات من معاني مبطنة تلمس مشاعر وأحاسيس الفنانة , ومداخلة للفنان إيليا بعيني مركّز الفعاليات في جمعية ابداع بعد أن اثنى على أعمال الفنانة وشجعها في الإستمرار في مشوارها الفني وتمنى لها كل التقدم والنجاح .
ثم تحدث أيضاً رئيس المجلس المحلي المحامي شادي شويري مباركاً للفنانة ولجمعية ابداع بهذا المعرض الرائع الذي يعكس حضارة ورقي الشعوب , فالفن بنظره رسالة سامية وهامة يجب أن تصل الى كل العالم . ونحن بدورنا نشجع وندعم هذه الفعاليات الراقية مادياً ومعنوياً ونتمنى لكم كل الخير والإزدهار .
كما كانت مداخلات قصيرة لأبناء الفنانة منال حيث شكروها وهنؤوها بمعرضها المميز من منطلق الفخر والإعتزاز بفنها الراقي وتمنوا لها المزيد من العطاء والإبداع .
ثم كانت مداخلة لمنظم المعرض الفنان إبراهيم حجازي الذي سلّط الضوء بطريقة مباشرة على أعمالها قائلاً :
لوحات فنية تعكس موضوعات لها قيمة جمالية للمشهد القروي الفلسطيني لبلدة الفنانة عيلبون، من خلالها تستكشف تكوينات ومدلولات بصرية حسّية لها أثر تاريخي. لقد اعتمدت الفنانة في ابراز هويتها الفنية على مخزون الذاكرة الجماعية لنقل صور وأحداث فيها لمسات المكان ومعزوفة السنين.
يمتاز أسلوب الفنانة بالتبسيط والاختزال في اظهار الأشكال بألوان فنية مستوحاة من تراب وعناصر المكان لتأكيد انتمائها لبلدتها عيلبون.
تفاعل الفنانة مع داخل وخارج البيت العربي فيه ايحاءات رمزية تراكمية، يتم تحويرها الى ايقاعات لولبية وأثرية لتأكيد البعد الزمني لأحداث ألمت بها بلدتها عيلبون.
تحاول الفنانة توثيق ذاكرة المكان بالتركيز على الحيز الخاص والعام بمدلولات الشباك، الباب والدرج باستخدامها اللون الأزرق النيلي التراثي بمعظم لوحاتها. كما نلاحظ تمكنها من استخدام طبقات لونيّة متناغمة. وبذلك تثري اللوحة جمالية الألوان.
ألوانها الزاهية المونوخرومية تتماثل مع ألوانها الداكنة، وتأخذ المتلقي الى جولة متعاقبة بين العديد من لوحاتها.. وكأنه أمام مشهد درامي كمشهد التهجير والترحيل..
لوحاتها الفنية تعكس اهتمام الفنانة بالانسان، البيت، الشجر والحجر. تناثر أوراق الشجر وانسيابها في حركة دائرية وزوج الطيور في حالة تأهب للهروب من هذه الدوامة العصيبة.
في احدى لوحاتها تبرز تعاطفها مع بيت جدها القديم في طبريا. حيث تبرز حجارة البيت البازلتية بدقة متناهية وشبابيك البيت في انتظار أصحابه ، مما يشيرعلى قدرة الفنانة في توظيف اللون في بناء فكرة اللوحة الفنية...
لوحة التهجير ايحاءات استحضرتها من مخزون ذاكرة ذويها المهجرين. تعتمد اللوحة على شفافية الألوان وضبابية المكان بأسلوب فردي فيه عفوية.. وضربات الفرشاة تميل الى انطباعية الألوان.
ارادت ارادت الفنانة في لوحة ملجأنا (كنيسة البلد) تحصين هذا المكان وادراك قدسيته من خلال قضبان البوابة الحديدية جميلة التصميم.
نلاحظ في معظم لوحات الفنانة استخدام الباب والدرج كرمز للدخول والخروج. تطرقت الفنانة الى تسجيل تفاصيل صغيرة في لوحاتها كجزء من ذاكرة المكان مثل رسم القلادة كشاهد عيان لمجزرة بلدتها عيلبون عام النكبة. وكمدلولات بصرية رسمت النفق..الذي يرمز للعبور من النور الى الظلام أو بالعكس، والتي يمكن ان يكون رؤويا تعبيرية عن ظروف الفنانة الخاصة .
لا بد من الاشارة الى تكرار الألوان الترابية في لوحات الفنانة استعارة لتراب الوطن مستخدمة مواد وخامات ممزوجة مع أصباغ الأكريليك في تقنية خاصة بها لاستحضار ملمسًا واقعيًا حسيا للتعبيرعن المكان في نظرة تأملية تارة وأحيانًا تشاؤمية.
في القسم الثاني من انتاج الفنانة رسم بورتريات لولدها تظهر مدى حبها له ترصد من خلاله أوضاع حوارية بينه وبين المكان كجزء هام في مسيرة الفنانة : البيت والانسان.
أخيرًا احتضان الفنانة لرموز القرية الفلسطينية, تثري المتلقي بتكوينات بصرية وحسية تسرد رواية الآباء والاجداد وترسيخ جذور الانتماء لبلدها عيلبون.
وفي الختام شكرت الفنانة جمعية ابداع على إعطائها الفرصة في عرض أعمالها الفنية في جاليريا ابداع وشكرت الحضور ومنظم المعرض الفنان إبراهيم حجازي الذي اكتشف موهبتها وشجعها على تعلم الفنون من أجل تطوير هذه الموهبة وتنميتها .
يبقى المعرض مفتوحاً حتى تاريخ 2022/6/8، وساعات الاستقبال : من الاثنين حتى الجمعة في الساعات 13.00- 10.00 / 19.00- 16.00 و يوم السبت : 13.00- 10.00 .