أطلق منتدى الجمعيات الثقافية العربية، مؤخرًا، عريضة تطالب بإعادة لبنى زعبي مديرة للقسم العربي في وزارة الثقافة والرياضة.ذلك بعد استقالتها احتجاجًا على اجراءات وزارية رمت لتشديد القيود على نشاط عملها وحريتها في التعبير بسبب ارائها ومواقفها الوطنية والملتزمة تجاه قضايا واحتياجات المجتمع العربي.
وكانت قد إشارت زعبي ان "شروط العمل لم تعد تتناسب مع متطلباته".ودفعت استقالة زعبي الى صدمة كبيرة في الأوساط الثقافية داخل المجتمع العربي، تلتها حملة تضامن واسعة والتفاف كبير لمؤازرتها أمام التضييقات الممارسة بحقها.
وتُعرف لبنى زعبي بعطائها طويل الأمد للثقافة العربية ورُفعة مكانتها، اذ ساهمت من خلال تبوأها المنصب على مدار ما يقارب عقد من الزمن في دعم وتعزيز المشهد الثقافي بالمجتمع العربي.وحذر منتدى الجمعيات بأن تبديل زعبي من شأنه ان يهدد مستوى صناعة الثقافة العربية والمس بفرص تطبيق الخطة الخماسية التي أُقرت مؤخرًا والجدول الزمني المترتب على تنفيذها.وطالب المنتدى وزارة الثقافة ومن يقف على رأسها الوزير حيلي طروبير إعادة زعبي لتقلد منصبها.
وتوجه المنتدى لمن يهمه أمر ومصير الثقافة العربية التجند والعمل بكل قوة من أجل صون انجازات الثقافة العربية ومن ساهم بتحقيقها وعدم ترك زعبي وحدها.
وكانت قد كتبت زعبي بعد تقديم مكتوب استقالتها: "أصدقائي الأعزاء، لقد قررت إنهاء عملي في وزارة الثقافة والرياضة كمديرة قسم الثقافة العربية، وذلك لأسباب عديدة أهمها ظروف العمل التي لا تتناسب مع متطلباته. لقد تشرفت بوجودي بين أهلي وأبناء شعبي العربي الفلسطيني من الفنانين والمثقفين وأصحاب المناصب والمؤثرين وعامة البشر وذلك في سياق عملي ومن موقعي المسؤول عن هذا المشروع العظيم".
وتابعت: "لقد كنتم بمثابة أسرة بالنسبة لي، كنتم خير الرفاق والأصدقاء، مررنا بالكثير من الصعاب معًا وكنتم دائمًا معي وبجانبي، لا أتذكر في الوقت الحالي سوى المواقف الطيبة التي جمعتنا معًا، لكم مني كل الحب والعرفان والتقدير. مررنا بالكثير من الضغوطات والأزمات، ولكننا تعاونا لنمر بها معًا ولا ندعها تؤثر على أي فرد منا، حاربنا ضد الإجحاف بحقنا في الميزانيات وضد كم الأفواه ولأجل حرية التعبير ولأجل حقنا بمشروع ثقافي نير وحر وشامخ وحققنا إنجازات عديدة أفتخر بها، حققناها بدون تأتأه ولا طأطأة".
وأردفت: "لا مكان للخوف في قلوبنا ولا مكان للخنوع في نفوسنا وُلدنا لواقع مغاير جعل منا شجعانًا ومنتصرون لا محالة.. كنا يدًا واحدة نسعى إلى النهوض بتلك المؤسسات والمشاريع، نعمل على الإرتقاء بمستوى كل فرد فينا وبمستوى الجماعة وبمستوى أعمالنا الفنية.. لا أتصور أني سأجد لكم بديلًا في أي مكان آخر، لكن أجبرتنا الظروف والحياة على الإفتراق ورغم هذا ستظل مكانتكم واحدة بالنسبة لي، أتمنى لكم التوفيق وأثق بقدراتكم ووحدتكم وهي الأهم بمواجهة كل الصعوبات والمخاطر الممكنة".
ووجهت: "الى قياداتنا وشعبنا العزيز، المشروع الثقافي هو واحد من اهم المشاريع القائمة أتوقع منكم وأطلب منكم دعم هذا المشروع والحفاظ عليه وإيصاله لمكان ومكانة أفضل. الثقافة هوية ومشروع وطن".وأنهت: "أشكر جميع شركائي الأوفياء الذين واكبوا عملنا في كل هذه الفترة منذ تعيني في هذا المنصب وحتى الان، بعضهم أيضا من المجتمع اليهودي الذين آمنوا بحقنا وعملوا معنا لأجل تحقيق أهدافنا الشرعية.. حان الوقت لأترك مكاني ليشغله شخص آخر، وأتمنى أن يكون الأفضل لشغل هذا المنصب والحمد لله وحده على نعمة الحق، والله اعلم".