اشتكى أبناء عائلة الشاب المفقود في تركيا منذ 18 مايو/أيار، بكر الغفير (26 عاما)، من قرية وادي النعم، بأن مندوب القنصلية الإسرائيلية رفض استقبالهم وجاهيا، واكتفى بعد أربعة أيام من الانتظار بالحديث مع مندوب العائلة خلال الهاتف الموجود لدى الحراسة!
وكان شقيق المفقود وأبناء عمه وصلوا إلى إسطنبول فجر الجمعة الماضي، وقاموا بالتحرك مباشرة في صباح ذلك اليوم، حيث توجهوا إلى القنصلية الإسرائيلية ولكن حارس أمن القنصلية رفض إدخالهم، حيث عادوا إلى البلاد أمس الثلاثاء. ويروي ابن عم المفقود، يوسف الغفير، ما حديث لمراسل "كل العرب": "توجهنا عدة مرات ولكن في كل مرة يتم إعادتنا بدون رد، وتوجهت للقنصلية بواسطة البريد الإلكتروني بعد أن لم يتسنَّ لنا الوصول إليها بالهاتف رغم محاولات استمرت 100 مرة على الأقل".
وزاد قائلا: "حين وصلنا يوم الاثنين رفض مندوب القنصلية استقبالنا، وتحدث معي فقط عبر الهاتف من نقطة الاستقبال، بالرغم من أنه متواجد في الطابق العلوي! بعد أن شرحت للمندوب عن القضية حيث أخبرته أن بكر هو مواطن إسرائيلي، يعاني من حالة نفسية وهذه الرحلة الأولى في حياته خارج البلاد ونحن قلقون عليه ونخاف أن يكون مختطفا أو مسجونا، قال لي بتهكم "ماذا تريدنا أن نفعل؟ هذا إنسان بالغ ولا يوجد لي وحدة تحري للبحث عنه. انتظر تواصل من الشرطة المحلية وسأخبركم إذا تواصلوا معي"، فهمت أنه لا فائدة منه".
ويضيف يوسف أن "مواطنين محليين قاموا بايصالنا إلى مندوب القنصلية الفلسطينية، الذي رافقنا في كل مكان، بما في ذلك تقديم شكوى في الشرطة المحلية، مرافقتنا إلى المستشفيات وحتى المطار، وقدم لنا خدمة كبيرة جدا، وهو في تواصل معنا حتى هذه اللحظات".
وختم قائلا: "نأمل من أعضاء الكنيست العرب التحرك من أجل حث السلطات الإسرائيلية والتركية على البحث عن ابن عمي، لأننا بالفعل في حالة قلق شديدة، ووالدته دائمة البكاء عليه"
مناشدة إنسانية
وكان أبناء عائلة الشاب بكر محمود الغفير (27 عاما)، الذي فُقد الاتصال به منذ ظهر يوم الأربعاء 18 مايو/أيار خلال تواجده تركيا، طلبوا من المقيمين العرب مساعدتهم في البحث عنه.
وأكدت العائلة أن بكر، وهو من سكان قرية وادي النعم مسلوبة الإعتراف بالنقب، بحاجة إلى علاج بسبب حالته النفسية حيث يتلقى أقراص وأدوية، وأنهم قلقون عليه.
وكان الشاب، وهو أعزب، خرج يوم الاثنين – 9 مايو/أيار في رحلة استجمامية إلى مدينة أسطنبول، وهي رحلته الأولى خارج البلاد. ويقول الأهل إنه كان شابا غالبا ما كان يقضي أوقاته في البيت، وقرر فجأة السفر إلى الخارج.
وقد تواصل يوم الثلاثاء صباحا مع أحد أشقائه وطلب منه أن يحولوا له أموال للبقاء في أسطنبول. وقد أعلمه شقيقه أنه سيرسل له المال وسيشتري له تذكرة طائرة للسفر عودة إلى البلاد، حيث كانت طائرته ستقلع من مطار أسطنبول الساعة السابعة من صباح يوم الأربعاء.
ووفقا للتواصل مع أهله كان الشاب بكر في طريقه مع سائق سيارة أجرة إلى المطار عند ظهر يوم الأربعاء، وتواصل معهم أحد الأشخاص وحتى أن صاحب مكتب السياحة "آيات تورز" من بلدة كسيفة، تواصل مع الشاب ومع سائق سيارة الأجرة ظهر الأربعاء الماضي، والذي طالبه بدفع بدل نقله – 600 ليرى تركية – إلا أن الشاب لم يحمل مبلغ عليه.
وقد تدخل أحد أشقاء بكر وحوّل المبلغ المتفق عليه إلى سائق سيارة الأجرة، وفي هذه اللحظات كان الشاب بكر رهينة في مقهى لصاحبه من الجنسية السورية ومنذ تلك اللحظة انقطع التواصل معه تماما. ويتخوف أهل الشاب المفقود من أنه تم استغلال حالته النفسية لنقله خارج أسطنبول أو حتى خارج الدولة بطريقة غير قانونية.
وكان شقيق المفقود محيي الدين وأبناء عمه يوسف وبكر الغفير سافروا إلى إسطنبول ليلة الخميس-الجمعة وبدأوا بالبحث عنه في كافة أنحاء المدينة بما في ذلك المقهى الذي تواجد فيه آخر مرة. ويقول يوسف: "للأسف لا يوجد لنا أدوات للبحث والتقصي، وبالتالي قمنا بتقديم شكوى في الشرطة المحلية للمساعدة في البحث عنه. التقينا بشبان من اللقية ومن منطقة بير هدّاج في النقب، أنهم شاهدوه في نفس الليلة في منطقة تقسيم، مع عدد من الشبان العرب".
ويقول عم الشاب بكر، هارون الغفير، في حديث لمراسل "كل العرب": "أولا، أناشد كافة المقيمين العرب الذين يستطيعون التواصل مع ابن أخي بأن يساهموا في البحث عنه، ونشر صورته في كل مكان من أجل إعادته إلى والدته التي تتواجد الآن في وضع نفسي سيء للغاية. منذ اللحظة الأولى ونحن نبحث عنه، لأننا قلقون جدا على حالته لأن حالته النفسية ليست سوية وبحاجة إلى أدوية للعلاج. للأسف الشديد، تواصلنا مع أعضاء كنيست ولكن بدون جدوى. نسأل من الله أن تكون العواقب سليمة".