وصلني اليوم تقرير المحاكم الشرعية حول الإحصائيات المتعلقة بعمل المحاكم الشرعية في البلاد، وحسب المعطيات فقد فتح في سنة 2021 : 36,604 ملف مقابل 32005 ملف بصورة عامة في جميع المحاكم الشرعية، أي بزيادة في عدد الملفات بنسبة 13% ، واما بخصوص نسبة الطلاق مقابل الزواج فتبين من التقرير أنه تم تقديم 15138 ملف زواج لدى المحاكم الشرعية سنة 2021 ومقابلها تم تقدم 4508 ملف طلاق.
وتفيد المعلومات الصادرة من المحاكم الشرعية ان نسبة الطلاق بين الأزواج الشابة في ارتفاع من سنه الى سنه ، وهذا يعني أننا أمام ظاهرة مقلقة , ويمكن القول بأن مؤسسة الزواج في مجتمعنا العربي في البلاد تتعرض لتهديد حقيقي لا يمكن التقليل من اهميتها أو الانصراف عنها دون تشخيص الأسباب ووصف العلاج.
ان ابغض الحلال عند الله هو الطلاق , ولكن إذا كان لا بد منه , فإنه فرصة لبداية حياة جديدة لكلا الطرفين ، لكن أن يتحول الطلاق الى ظاهرة سلبيه منتشرة في المجتمع ، فلهذا الطلاق نتائج تربوية واجتماعية واقتصادية تطال كل المجتمع ، فهذا يؤدي الى ارتفاع نسبة العنوسة والمشاكل التي تلحق بالأطفال جراء الطلاق ، والخسائر المالية والنفسية المترتبة على انهيار الحياة الزوجية ، تلقي بظلالها على العائلات وتسبب شجارات عائلية وتشكل ضغوطاً على المجتمع بفقدان مؤسسة الزواج لقيمتها الاجتماعية المهمة ، إضافة إلى استمرار مشاكل ما بعد الطلاق من حضانة للأطفال أو نفقة أو غيرها ، كلها أحمال يضعها الطلاق على الفرد والمجتمع ، وكان بالإمكان تقليصها أو تفاديها من خلال معرفة مسببات الطلاق.
ولذلك أصبح من الضروري أولا, إجراء يوم دراسي حول هذا الموضوع للوقوف على أسباب الطلاق ووضع تصورات وطرق علاج للحد منه , وثانيا , فتح دورات تأهيل الى المقدمين على الزواج من أجل الحفاظ على مؤسسة الزواج في مجتمعنا ، وتفاديا لكل المشاكل الاجتماعية المترتبة على الطلاق ، وذلك بربط عقد القران بحضور دورات تؤهل الراغبين في الزواج , تقوم بتنظيمها مكاتب الرفاه الاجتماعي في كل سلطه محليه بالاشتراك مع المحاكم الشرعية , وهو أمرٌ لا يقل أهمية عن الفحص الطبي قبل الزواج ، فحضور تلك الدورات تؤهل الشاب والشابة نفسيا واجتماعيا لأهم مرحلة وهي الزواج , حيث لا يملكان فيها أي مؤهلات لخوض غمارها.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com