عقد مؤخرًا مؤتمر خاص حول حصانة البلدات العربية والمجتمع العربي في حالات الطوارئ والاستعداد لها بحضور نخبة من المختصين والمسؤولين في المجال وأعضاء الكنيست
وصل الى "كل العرب" بيان صادر عن كلية بيت بيرل ، جاء فيه ما يلي:"عقد في الكلية الأكاديمية بيت بيرل مؤتمر الجلادة (المناعة)، الوعي والاستعداد للطوارئ في المجتمع العربي، برعاية وزارة الرفاه والخدمات الاجتماعية مع الوزير وعضو الكنيست مئير كوهين، وزير الرفاه والخدمات الاجتماعية، وبحضور مختصين ومسؤولين في المجال. وقد دار النقاش حول حق كل مواطن بالتأهب والاستعداد في حالات الطوارئ كالحرائق، الهزات الأرضية، تفشي الوباء وبما في ذلك حالات اندلاع الحروب. كان التركيز على المجتمع العربي في البلاد بصفته الأقل جهوزية في حال حدوث حالة طوارئ.
يهدف المؤتمر الى تسليط الضوء على هذه المشكلة لكي تكون حالة الاستعداد لحالات الطوارئ في مجتمعنا على الاجندة اليومية في البلاد على الصعيد الاجتماعي والسياسي أيضًا. وأهمية دراسات الأمن ودفاع الجبهة الداخلية بما يدعم الاستعداد وتمكين الجلادة في البلدات العربية استعدادًا لحالات الطوارئ.".
وزاد البيان:"قال أفي بيتصور، رئيس شعبة الأمن والدفاع للجبهة الداخليّة، الكلية الأكاديمية بيت بيرل: "في حالات الطوارئ كالهزة الأرضية مثلًا، هنالك طواقم انقاذ تهرع الى مركز الهزة الأكثر تضررًا، لكننا نعلم أن لكل هزة أرضية هنالك هزات أخرى مرتدة، ماذا عن هذه المناطق؟ من سيهرع لإنقاذها؟ على كل بلدة أن تتمكن من الصمود بمفردها على الأقل لـ 72 ساعة. على كل بلدة أن تكون حصينة ومستعدة لحالات الطوارئ، بمواردها وطواقمها الخاصة ومركز الحصانة الخاص بها. الأمور السياسية ليست مركز الحديث هنا، بل المواطنين، ونحن نريد أن نأخذ بالدراسات الأكاديمية الى التطبيق على أرض الواقع".
وفي كلمتها قالت بروفيسور يولي تمير، رئيسة كلية بيت بيرل: "الكلية الأكاديمية بيت بيرل تدعم الحصانة الداخلية والتي نرى بها حق للجميع بغض النظر عن الجيل، الجنس، الديانة أو الأصل. نحن نعمل على هذا من خلال إطار شعبة الأمن والدفاع للجبهة الداخليّة في الكلية الذي يؤهل خريجين وخريجات ليديروا ويطوروا الحصانة والأمن في المجتمع. من خلال التعاون يمكننا معًا تقوية الأمل والحفاظ على سلامتنا جميعًا".
وقال بروفيسور علي وتد، نائب رئيسة الكلية الأكاديمية بيت بيرل: "لم نُقِم هذا المؤتمر حول الحصانة صدفةً، بل هنالك أسباب عينية وجديّة لذلك، لا توجد مراكز حصانة كافية في مجتمعنا العربي لأن موضوع الجلادة والأمن لم يتغلغل بعد في وعينا. ومن جهة أخرى عند تأهب الدولة لحالات الطوارئ فهي لا تأخذ بالحسبان حصانة المجتمع العربي. لكن حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية لا تفرق بين الأديان والأعراق، وحياة الانسان هي قيمة عُليا".
وفي كلمة عضو الكنيست منصور عبّاس قال: "انا سعيد جدًا بدعوتي لحضور هذا المؤتمر في كلية بيت بيرل. موضوع هذا المؤتمر مهم جدًا، وأقدّر طرح موضوع الجلادة وأيضا اختيار كلمة الجلادة (مناعة) التي تصّح التعبير في هذا الموضوع". ثم تابع حديثه حول خطة شاملة فيها المجتمع العربي شريك في الخطة مع الحكومة وليس متفرجًا.
وأعرب السيد حسان طوافرة، رئيس سلطة التنمية والتطوير الاقتصادي للمجتمع العربي، وزارة العدل الاجتماعي قائلًا: "نعمل على تطبيق الخطط الخماسية لتطوير الوضع الاقتصادي في المجتمع العربي ونحن الآن نتحدث أيضًا عن تقليص الفجوات في مجالات مختلفة مثل الصحة، التوظيف، التربية والتعليم، وفي مواضيع أخرى لم يتم تسليط الضوء عليها من قبل مثل الحصانة. كم من الوقت تحتاج الاطفائية من أجل الوصول الى بلدة عربية؟ هنالك احصائيات تشير الى فرقية دقائق لا بأس بها بين البلدات اليهودية والبلدات العربية في الوقت الذي تستغرقه الاطفائية منذ لحظة الاستدعاء وحتى الوصول. نريد أن نعمل على معالجة هذه الفجوات لنصل خلال السنوات المقبلة لمرحلة فيها لن نكون بحاجة الى الخطط الخمسية".
كما قدم د. نهاد علي، الكليّة الأكاديمية الجليل الغربي، ورئيس شؤون "العرب-اليهود-الدولة" في التخنيون محاضرة حول بحثه وهو الأول في مجال الحصانة، إذ قال أنه واجه صعوبة بالغة في العثور على مراجعات أدبية حول الموضوع في المجتمع العربي بسبب شُحها. وهذا ما يشير الى أهمية متابعة البحث وإجراء الدراسات في المجال من أجل الحصول على استنتاجات عينية لتوجهنا الى حلول جذرية.
ترى كلية بيت بيرل أهمية في وضع موضوع الجلادة في المجتمع العربي على طاولة النقاش لأنه يدور حول الحق الأساسي للإنسان في الأمان وسلامة الجسد. المجتمع العربي بحاجة ماسة لتجنيد طلاب وطالبات لدراسة مجال الأمن ودفاع الجبهة الداخلية من أجل تأهيل اخصائيين في مجتمعنا لزيادة الوعي والاستعداد لحالات الطوارئ وإدارة مراكز الحصانة الخاصة بكل بلد. كلية بيت بيرل تقدم اختصاصات في هذه المواضيع التي ترفع من مكانة المجتمع العربي في مجال الجلادة والاستعداد لحالات الطوارئ."، الى هنا نصّ البيان.