عندما وصلني نبأ وقوع الحادثة المأساوي اثناء تواجدي خارج البلاد، تغيرت وتقلّبت احوالي وافكاري، استأذنت من رفاقي وانفردت لأسطر هذه السطور بيد مرتعشة وعيون ادماها الدّمع وقلب موجوع. حقيقة لم أستطع التركيز والتعبير عمّا يجول في القلبِ من غضب ودهشة لوصف هذا المصاب والخسارة، فالموقف فوق كل الكلمات والعبارات التي تبقى هزيلة لإعطاء حقه.
نعم، الحديث يدور عن الشّابة الخلوقة جوهرة شفا عمرو "جوهرة فرج خنيفس"، نائب رئيس بلدية شفا عمرو التي لم تتجاوز ال 28 ربيعًا والذي انتشر خبر قتلها في حادث تراجيدي كما تنتشر النار بالهشيم على الاسرة الشفا عمرية والمنطقة، خيّم الصمت المشحون بالتوتر لتُسمع فقط التنهدات العميقة في ازقة وحارات، شوارع واروقة المكاتب، المحلات التجارية وبيت العزاء.
نعم، انه لمصاب جلل والموقف قاسىٍ كيف لا؟ وليس للمغدورة ايّ ذنب او اثم لتدفع بحياتها ضحية في مجتمع رجعي متخلف في عملية اجرامية لا يمكن ان يستوعبها العقل البشري يقدر قيمة حياة الانسان مهما كانت الظروف والأسباب.
بهذا المقام والوضع، علينا ان لا نكتفي بتقديم التعازي والقاء كلمات مؤثرة واستنكار الحادثة الإجرامية ووقوف وقفة احتجاجية، بل لنصرخ معا وسويًا وبقلبٍ واحدٍ، والعمل بكل الوسائل الممكنة أفراد مؤسساتنا الحكومية، التربوية والثقافية للتصدّي لهذه المشاهد ومسلسل اراقة الدماء وظواهر واشكال العنف المستشري، لما له من ابعاد وانعكاسات سلبيّة لا تصب في مصلحة المجتمع.
اشعر بما تشعر والدتك وجميع افراد الاسرة من لوعة وحرقة فراقك المفاجئ، لقد عاجلوكِ الرّحيل يا جوهرة شفا عمرو ويا أجمل وردة، رحيلك جرح عميق لا يندمل ابد الدّهر وفراقك أبطأَ الثواني والدقائق وغدت السّاعات تحترق.
شمسك ستبقى تنير سماء بلدك ومُحبيك...
كلنا مع العائلة الكريمة، أسأله تعالى ان يتغمدك بواسع رحمته ومغفرته ويلهم أهلك وذويك جميل الصّبر وحسن العزاء ايمانا بأن الصّبر حصنًا حصينًا لا يهدم، وجوادًا اصيلا لا يكبو ابد الدّهر.
معين ابوعبيد مراكش المغرب