نظمت الإدارة النسائية لحزب الوفاء والإصلاح مساء الخميس 9-6-2022 ندوة بعنوان " الواقع الاجتماعي والسياسي لفلسطينيي الداخل" وذلك في مركز الشيخ زكي ذياب الجماهيري في مدينة طمرة.افتتحت عريفة الندوة أ.نادية جبارين بالترحيب بالحضور، ونوهت بحكم مجال عملها(اختصاصية نفسية) قائلةً :- التربية ليست عملية رياضية، بل هي من أبسط ما يكون... الجلوس مع الأولاد بأربع عيون وزرع الثقة وتفعيل الحوار.
ثم كانت المداخلة الأولى لرئيس بلدية طمرة د. سهيل ذياب الذي رحّب بالحضور ثم قام بتعزية عائلة خنيفس بمقتل ابنتهم جوهرة، ودعا د. ذياب الحضور الى غرس حب الوطن في النفوس، ثم حث على الوحدة الوطنية والحفاظ عليها من التفكك وعبّر ذياب عن أمله بحقبة جديدة انطلاقة جديدة لمجنمعنا على جميع الأصعدة، ودعا "الى التلاحم والتكاثف والوحدة وغرس القيم والقناعات والعمل المشترك من اجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والعيش بكرامة، وعلينا ان نحافظ على أسس مجتمعنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا المستمدة من ديننا الحنيف".
ثم كانت الكلمة الترحيبية الثانية لرئيس حزب الوفاء والإصلاح الشيخ حسام أبو ليل الذي قدم الشكر للأهل في مدينة طمرة على حفاوة الاستقبال ،ثم رحّب حب بالحضور جميعًا، وأوضح ان دراسة وتوصيف الواقع هي من اجل العمل والتقديم لمجتمعنا على الصعيد الاجتماعي والسياسي، سعيًا للتغيير ونشر الوعي رغم محاولة تعزيز الفرقة بيننا بشتى الوسائل، العنف، السلاح، الجريمة، المخدرات لإشغالنا عن قضايانا الكبرى وعلى رأسها القدس والأقصى .ثم كانت محاضرة" واقعنا الاجتماعي، مشاكل وحلول للأستاذة دانية خالد حجازي مسؤولة الإدارة النسائية في حزب الوفاء والإصلاح التي استهلّت كلامها بتقديم الشكر لرئيس البلدية د.سهيل ذياب على استضافة الندوة، ثم تحدثت عن أهمية الأسرة وخطورة تفككها قائلةً: الوالدان هما اللذان يشكلان هوية الولد وإلا سيكون الأولاد فريسة للمجتمع، فحركات الوالدين تقع تحت منظار الأولاد وهي بمثابة البوصلة وتحدثت أ.حجازي عن التكنولوجيا التي دخلت علينا بشكل سريع جدًا وحذرت لما صاحبها من تشكل ظاهرة " الفردانية" وهذا أخطر ما يكون على الأسرة.
تطرقت المحاضرة الى نسبة الطلاق في مجتمعنا في الداخل وفق الاحصائيات الرسمية:- ففي العام 2019 كانت النسبة 30% وفي 2020 (عام الكورونا) ارتفعت النسبة الى 32% وفي العام 2021 30% قائلة هذه معطيات خطيرة جدا.ثم تطرقت الى الحالة الاقتصادية الصعبة لمجتمعنا ورغم ذلك.وتطرقت الى ظاهرة العنف والتي تلعب فيها المؤسسة الإسرائيلية دورًا سلبيًا قائلةً: إن نسبة العرب من مجموع السكان في البلاد هو 20% ولكن نسبة ضحايا جرائم القتل من مجتمعنا هي قرابة 66% من مجمل عدد الضحايا في البلاد، واوضحت أ. دانية بحكم تخصصها(باحثة اجتماعية ومستشارة أسريةة) ان المرشحين من أبنائنا للولوج في عالم الجريمة هما نوعان من الأولاد، "المتسلطون" الذين يتنمرون على غيرهم وكذلك المستضعفون الذين هم ضحايا التنمر.وحثّت حجازي المدرسة والمعلمين على أخذ دورهم التربوي مع الأولاد.
وختمت قائلةً " نحن في مطحنة، ولكن بالعقلانية والرجوع الى القيم وبدء الحياة الأسرية " بالشكل الصحيح" عبر اختيار " الشريك الصَح" لتكمل الأمور " بشكل صح".
ولخّصت الحلول:-
أولًا: الاعتناء بالمؤسسة الأسرية، ثم التركيز على التربية والثقافة التربية ثم التربية ثم التربية)
ثانياً: النهوض بالمجتمع من الناحية الاقتصادية.
ثالثًا: والرسالة الأخيرة للمعلمين:- عندما تخرّج الأولاد فأنت قدوة لهم، تعطينا أشجار مثمرة ذات طعم حلو في المستقبل لبلادنا ومجتمعنا.
ثم جاء دور محاضرة البروفيسور ابراهيم ابو جابر نائب رئيس حزب الوفاء والإصلاح تحت عنوان " الواقع السياسي لفلسطينيي الداخل بين الموجود والمنشود" استهلّها د. ابو جابر بالمباركة بإنطلاقة العمل النسائي في حزب الوفاء والإصلاح ثم أوضح أننا نعيش في مرحلة جديدة ونحن " في حكم عسكري غير معلن" بالذات منذ هبة الكرامة ايار 2021 وما ذلك إلا لأن محاولات التدجين فشلت، ونوّه المحاضر الى مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تتابع مجتمعنا وآخر صرعة هي ما يسمى " الحرس الوطني" الذي يتكون من 42 كتيبة من حرس الحدود و5000 من الجنود المسرحين، هذا " الحرس" مهمته " التعامل" مع أهلنا في القدس وفي الداخل.
وعرّج أبو جابر على تهديد على تهديد كاتس وغالانت لداخلنا الفلسطيني من على منبر الكنيست بإيقاع نكبة جديدة علينا، ما معناه ارتكاب 72 مجزرة وأكثر من 15000 شهيد، ثم تهجير...وما هذا إلا لأننا أفشلنا مشاريعهم ونطالب أن يعود 7 مليون لاجئ من ابناء شعبنا الى بيوتهم، فهذه أرضنا شاء من شاء وأبى من أبى، ونحن الشعب الأصلي.
ثم تحدّث عن خطورة وجود مكوّن عربي ( الموحدة) في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، وهو بمثابة إعطاء أكسجين الحياة للمؤسسة الإسرائيلية وجعلها تستقوي علينال.
ثم تحدث عن خطورة التطبيع على صعيد أنظمة عربية والتخلي عن شعبنا الفلسطيني ثم قال " مشكلتنا ليست مع اليهود وانما مع الصهاينة" الذين طردوا أهلنا من هذه الديار.
التطبيع كارثة وأوسلو ما كانت إلا " "ضحك على اللحى".
ضعف الطرف الفلسطيني، حيث تم تجميد منظمة التحرير على يد السلطة الفلسطينية.
وتساءل المحاضر ما هو المنشود؟
أولًا:- المحافظة على ثوابتنا الدينية والوطنية وهويتنا وإنتمائنا.
ثانيًا:- تعزيز مؤسساتنا الوطنية والأهلية بدءًا بلجنة المتابعة العليا للجماهير العربية.
ثالثًا:- الوعي لبعض المشاريع الرامية الى تذويب مجتمعنا ودمجه في المجتمع الإسرائيلي، ولكن نحن نملك محصنات عدم الذوبان في المجتمع الإسرائيلي وإفشال مشروع الأسرلة.
وختم أبو جابر بنبرة تفاؤلية قائلاً: "شعبنا بخير ومجتمعنا بخير، ووجودكم هنا دليل على ذلك، وإن شاء الله في الطريق الصحيح وإن غدًا لناظره قريب" .