مع صدور تقارير رسمية مؤخرًا تفيد عن إنخفاض عدد جرائم القتل في المجتمع العربي، بفارق 20 ضحية بين العام والعام الحالي، الا ان هذا الإنخفاض أخذ يرتفع مجددًا في نفس اليوم الذي صدرت فيه تلك التقارير، حيث انه في ذلك اليوم قُتل شخص من عارة رميا بالرصاص، وخلال الأسبوعين الأخيرين وصل عدد القتلى الى 12، بينهم سيدة من حيفا التي طعنت حتى الموت، وشابة من شفاعمرو انفجرت بها سيارة جراء عبوة ناسفة أُلصقت في سيارتها.

ووصل عدد ضحايا القتل في المجتمع العربي منذ بداية العام الى 43، وفقط 8 جرائم استطاعت الشرطة فك رموزها والتوصل الى القاتلين، وهناك اربعة جرائم اخرى من العام الماضي فقط هذا العام استطاعت القبض على الضالعين، مقابل المئات من جرائم اطلاق الرصاص التي وقعت خلال نصف العام الأخير، واصيب إثرها العشرات بجراح متوسطة وخطيرة.

في الوسط اليهودي عدد جرائم القتل وصلت الى 14 خلال العام
في الفترة الأخيرة قتل ايضا اشخاص لا علاقة لهم بأي نزاعات تذكر، فقد اصبحت عصابات الإجرام تقتل أبرياء من أقرباء المتنازعين معهم عندما لا تنجح في الوصول الى الهدف، اذ يقوم المجرمون بقتل اشخاص من عائلته، كما حصل اول امس على شارع 75 حيث قُتل علي ومحمود فاخوري ابناء العم من الناصرة بسبب انهم اقرباء لشخص على خلاف مع المجرمين، وهكذا حصل ايضا في مدينة باقة الغربية وجت، عندما قُتل 7 اشخاص من عائلة واحدة بسبب شخص كان على خلاف مع الجناة، كذلك مقتل الزوجين وابنتهما من الرملة الذين لقوا حتفهم في العام الماضي في منطقة الجليل خلال سفرهم بسيارة، حيث كانواقد قرروا الإنتقال للسكن في الشمال، للإبتعاد عن الخلاف والنزاع القائم في الرملة، وبسبب انهم اقرباء لأحد المتنازعين قُتلوا.

هذا الأسلوب الإجرامية يقض مضاجع عددًا كبيرًا من المواطنين العرب وتفقدهم الشعور بالأمن والأمان.

وهناك من يشعرون بالخطر على حياتهم جراء هذه الأسلوب الذي بات معتمدًا لدى عصابات الإجرام، واصبحوا لا يخرجون من بيوتهم خشية على حياتهم، رغم انهم غير ضالعين باي نزاع، لكن بسبب اقرباء لهم الذين اصبحوا محط أهداف للمجرمين.

سيدة من الشمال قالت: "انا متزوجة وام لثلاثة اطفال، هناك قريب لنا على نزاع مع عصابة اجرامية، ولا اسبوع يكاد يمر دون اطلاق الرصاص على سيارته وبيته، واحيانا الرصاص يخترق بيتنا، واصبحنا نخشى الخروج والجلوس في ساحة البيت كي لا يقتلون احدا منا. لقد فقدنا الأمن والأمان واصبحنا ننام ولا نعرف على اي حال سنستيقظ في اليوم التالي وكيف سيكون مصيرنا".

شخص من المثلث قال: "انا انسان مسالم وعلاقتي طيبة مع الجميع، ومع كل اسف قتلوا 4 اشخاص من عائلتي لا علاقة لهم بنزاع، لكن بسبب انهم اقرباء للهدف الذي يبحثون عنه. حياتنا اصبحت في جحيم، واصبحت عندما اخرج من البيت اتفقد المنطقة بشكل جيد حتى اضمن بان لا أُقتل أنا او احد افراد عائلتي. لقد وصلنا الى وضع في الجميع حياته في خطر  ومهددة، والمجرمون يسرحون ويمرحون، ولا استغرب ان قتلوني او قتلوا شخصًا من عائلتي.. فكل شيء بات متوقع".

سمير اسماعيل من سكان نحف: "الأوضاع الحالية افقدتنا الأمن والأمان، فدائما نشاهد بيانات للشرطة عن انخفاض الجريمة وضبط اسلحة في البلدات العربية، لكن هذه البيانات ليست الا عبارة عن علاقات عامة، فالقتل والإجرام مستمرين وهناك اطلاق رصاص يومي، ونحن نخرج ونتجول بدون شعود أدنى بالأمان، وقد نصاب برصاص طائش باي لحظة".

أما عبد صرصور من كفر قاسم فقال: "لا بد من ان تعمل كل الجهات معًا كي تحارب الجريمة المنتشرة، فلا يمكن ان نستمر في العيش بإعتياد في ظل اطلاق رصاص وقتل وعنف بلا توقف، والذي يطال الأعراس، المدارس، المؤسسات، الشارع، المقاهي. لا يوجد امان، فكل هذه الأماكن شهدت لأحداث عنف خطيرة وهناك من قتل واصيب ولا نعرف ماذا يمكن ان يحصل بعد".

هناك العديد من السكان الذين تحدثوا عن الرصاص الطائش وقالوا: "ان رصاصات اخترقت غرف نومهم خلال حوادث إطلاق نار، وكان بداخلها اطفال، وكاد هذا الرصاص يقضي عليهم كما قضى على حياة اخرين، مثل الطفل عمار حجيرات من بئر المكسور الذي قتلته رصاصة طائشة عندما كان يلعب في حديقة الألعاب، كذلك الفتاة من كفر كنا التي قتلتها رصاصة وهي داخل بيتها خلال تبادل اطلاق رصاص بين مجموعتين".