تمام أبو حميدان (34 عاما) أول فلسطينية من غزة تشغل منصب رئيسة مجلس بلدي في السويد، ولدت وعاشت في غزة بفلسطين ودرست الصحافة والإعلام فيها، لكن بسبب الظروف الصعبة والحالة غير المستقرة في القطاع هاجرت مع أسرتها إلى السويد بداية عام 2014، وعندما وصلت طلبت اللجوء فيها واستقر بها الحال في مقاطعة بليكينغ جنوبي البلاد.
وغالبا ما تكون الأمور صعبة في البدايات، فإن مدة انتظار الإقامات وتعلم اللغة ودخول المجتمع يتطلب وقتا، لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لتمام أبو حميدان حيث حصلت على عمل في مطعم للبيتزا بعد أسبوع من وصولها إلى السويد، وذلك بمجهودها الشخصي وسعيا منها للحصول عليه.وخلال لقائها مع الجزيرة نت قالت إن "حصول الفلسطيني من غزة على إقامة في السويد أمر صعب، ويتطلب الأمر شهورا وربما سنوات، مما يجعل الأمور صعبة في البدايات، لكني عملت بكل جهدي للحصول على عمل، وبعد عدة محاولات حصلت على عقد عمل في مطعم بيتزا كونه لم يتطلب لغة وصاحب المطعم يتكلم العربية وبعدما أثبت له قدرتي على إتقان العمل".
وهو الأمر الذي ساعد في حصول أبو حميدان على الإقامة في السويد بشكل أسرع من المعتاد، حيث حصلت عليها بعد قرابة شهرين من وصولها، وذلك قبل أفراد أسرتها بشهور.حصلت بعدها على مقعد لتدريس اللغة السويدية للكبار، ولم تكتف أبو حميدان بمنهاج المدرسة، حيث درست بشكل إضافي وعملت جاهدة على تعلم اللغة، الشيء الذي جعلها تنهي دراستها في وقت قصير.
وأكدت أبو حميدان خلال اللقاء على ضرورة تعلم اللغة كونها مفتاحا لدخول المجتمع، وبعد تعلمها اللغة والانتهاء من مراحلها قدمت للعمل في عدة مجالات، لم يكن الأمر سهلا، فبعد عدة محاولات حصلت على عمل كمرشدة في مساعدة القادمين الجدد لدخول سوق العمل، وبعدها في مكتب العمل في مقاطعة بليكينغ وذلك عام 2016.
تقول أبو حميدان "حصولي على هذا العمل أعطاني دافعا، وباتت الأمور تتغير نحو الأفضل، وهذا منحني قوة في الاستمرار والسعي لتحقيق المزيد من الأهداف".لم تكتف أبو حميدان بذلك، فحصلت على الماجستير في الإدارة وتطوير المؤسسات من جامعة مالمو السويدية إلى جانب عملها في مكتب العمل، وهذا زاد فرصها في الحصول على عمل أفضل، ففي عام 2018 حصلت على عمل في قطاع خدمات كبار السن كرئيسة قسم في بلدية كارلسهامن جنوبي السويد.
المشاركة السياسة
انضمت أبو حميدان إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي (أكبر أحزاب السويد) في بلدية أولوفستروم، وذلك منذ بدايات وصولها إلى السويد، وفي البداية اقتصرت مشاركتها على اجتماعات الحزب.وفي انتخابات 2018 تم ترشيحها لانتخابات مجلس المحافظة في بليكينغ، وكان ترتيبها رقم 15 في قائمة الحزب، وبعد صدور النتائج شغلت عدة مناصب إلى جانب عملها الوظيفي، حيث شغلت منصبا بديلا في لجنة التعليم في المجلس البلدي وعضوة في مجلس المحافظة.وخلال لقائها مع الجزيرة نت قالت أبو حميدان إن "السياسة بالنسبة لي أمر ممتع، وأنا أحب العمل فيها أكثر من حبي العمل في القطاعات الأخرى، وحبي وإخلاصي للعمل ونجاحي في المهام التي أوكلت لي جعلني أحصل على ثقة الحزب وأعضائه في البلدية والمحافظة".
وبعد انتخابات 2018 شغلت أبو حميدان منصب نائبة رئيس لجنة التعليم في المجلس البلدي، وساهمت باتخاذ العديد من الإجراءات والقرارات التي ساعدت على تحسين التعليم في البلدية وتعليم الكبار من الأجانب.كما شغلت منصب نائبة رئيس المجلس البلدي، وبعدما أصبح منصب رئيس المجلس البلدي شاغرا تم ترشيحها لرئاسة المجلس في مدينة أولوفستروم، حيث تمت الموافقة عليها بالإجماع من قبل الحزب.
وتقول أبو حميدان إن السويد بلد الفرص، وعلى المرء العمل بشكل جاد للوصول إلى أهدافه وتحقيق طموحاته.وتسعى أبو حميدان للمشاركة في الانتخابات القادمة التي من المقرر إجراؤها في سبتمبر/أيلول المقبل، وتم ترشيحها للمشاركة في البرلمان، وحصلت على الرقم الأول من القائمة على مستوى البلدية والرقم 5 على مستوى المقاطعة.
أبو حميدان ترى أن على الجميع المشاركة في العملية السياسية، ولا بد أن يكون هناك اشخاص يمثلوننا كسويديين من أصول أجنبية مهاجرة.
ويسكن بلدية أولوفستروم نحو 13 ألف نسمة، ويحكم هذه البلدية الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالتعاون مع حزب اليسار والحزب المسيحي الديمقراطي.
والمجلس البلدي هو أعلى هيئة لاتخاذ القرار في البلدية، ويمثل سكان البلدية والجهة التي تتخذ القرارات في أهم قضايا البلدية.
ويقرر المجلس بشأن أمور البلدية وأنشطتها وشؤونها المالية، والتي تتمثل باتخاذ قرارات بشأن الميزانية ومعدل الضريبة ورسوم الخدمات، كما يقرر تنظيم الإدارة في البلدية وأشكال عملها.
وينتخب المجلس أيضا أعضاء ونواب مجالس ولجان البلدية ومدققي الحسابات الذين يراجعون حساباتها، وهو من يقرر مجلس إدارة البلدية الذي يمثل السلطة التنفيذية فيها.