"ابني يحترق كل يوم، وهو في عذاب يومي وهناك خطر على حياته"، هذا ما قاله بلوعة وحرقة ناجح أبو القيعان، والد الطفل عيسى (12 عاما)، ابن قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف، الذي أصيب بحروق بالغة أثناء إضرام النار في محل تجاري ببلدة حورة في النقب قبل شهر، مع إعلان الشرطة، اليوم الاثنين، تقديم تصريح مدع عام ضد ثلاثة مشتبهين في القضية.
الطفل الجريح عيسى ناجح
وأضاف الوالد المتواجد بجوار ابنه في قسم الحروق بمستشفى شيبا في مركز البلاد، في حديث لمراسل "كل العرب": "الوضع لا يزال حرجا وهو لا يزال يرقد تحت أجهزة التنفس، وعمليات زراعة الجلد لا تنجح بسبب الحروق العميقة في جسمه".
وكانت شرطة البلدات-عياروت فتحت تحقيقا مباشرا في قضية إضرام النار في محل تجاري كجزء من خلاف عائلي في عائلة أبو القيعان، يوم 21 مايو/أيار الماضي، واعتقلت ثلاثة مشتبهين – أحدهم في مدينة إيلات. وأعلنت اليوم أن الوحدة المركزية (يمار) النقب - الذي وكلها قائد شرطة النقب اللفتينانت جنرال نحشون ناجر بالقضية - أنهت التحقيق في حادثة إحراق المتجر في بلدة حورة وإصابة الطفل، حيث تمّ تحويل الملف إلى النيابة العامة في لواء الجنوب لتقديم لائحة اتهام ضدهم.
وقالت الشرطة إنّ مسار التحقيق كشف أنه كان الحريق متعمدًا كجزء من صراع داخل عائلة في بلدة حورة، وبحسب الاشتباه في ذلك اليوم وصل عدد من المشتبه بهم إلى مكان الحادث، وسكبوا عليه مادة قابلة للاشتعال وأشعلوا فيه النيران عندما كان الطفل داخل المحل مختبئًا من الخوف، حيث خرج من المحل التجاري وألسنة النيران طالت جسده الغض.
وأثناء التحقيق، تم اعتقال عدد من المشتبه بهم، وتم يوم أمس مع نهاية التحقيق، تقديم تصريح مدع عام بشأن النية لتقديم لائحة اتهام ضد 3 مشتبهين من سكان لحورة في العشرينات من العمر.
وفي وقت سابق روى الأب لمراسل "كل العرب" ما حدث حيث قال: "كنت حينها في مصنع الشايش الذي أملكه في المنطقة الصناعية. أحضرت عيسى معي إلى المصنع، وهناك محل لبيع وتصليح الهواتف على بعد نحو مئة متر مني حيث ذهب لوضع برامج في هاتفه الجديد. اتصل بي أحد المعارف وقال لي ابنك عيسى كان في المحل الذي اشتعلت فيه النيران، فبدأنا نركض وفهمت أنه تمّ نقله إلى المركز الطبي التابع لعيادة مؤوحيدت المجاورة ورافقته من هناك إلى مستشفى سوروكا، حيث اتضح لنا أن وضع عيسى خطير جدا، ويوجد حروق في أكثر من 90% من جسمه، خاصة في الأطراف والجزء السفلي من جسمه. الأطباء قالوا لي إن هناك خطورة شديدة على حياته، وهم يقومون بكل ما يلزم لإبقائه على قيد الحياة".