سِر في الطريق| بقلم: جميلة شحادة

جميلة شحادة
نُشر: 01/01 12:37,  حُتلن: 12:39

سِرْ في الطريق. سِرْ ولا تخشَ عتمَه.
ربّما أضواؤه مطفأةٌ هذه الليلةَ فقطْ.
لا تخفْ! سِر؛ وَلوْ أرخى الليلُ جدائلَه السُّمر على كتفِ المدينةِ، وخلَّ ليلَها موحشًا أكثر.
تابعْ سيرَكَ، واغمدْ في قلبِ العَتْمِ سيفَ عَزمِكَ.
خبيءْ حزنَك في جيبكَ، وأطلقْ ذراعيْكَ وحثّ الخطى.
لا تلتفتْ لنقيقِ صراصير الليلِ على جوانب الطريق.
لا تشغلْ بالَك بها.
انتبه لخطواتكَ فقطْ، وسرْ في الطريق.
ربما؛ ستصادفكَ بقعةُ ضوء في منتصفه؛ ضوء قد انبعث من نافذةِ غرفةٍ يعيش فيها عجوزٌ، تؤرّقهُ وحدته، فظلَّ ساهرًا ينتظر لا شيء.
وربمّا؛ انبعث من غرفة نوم طفلٍ، طلب من والدته أن تُبقي النور مشعلًا ليأنس به، بعد أن كثُرت الغيلان في قصص الأطفال.
وربمًا؛ انبعث من غرفة مريضٍ طال ليلَهُ، فأبقى نورَ غرفته مُشْعلًا ليستعجلَ نورَ الصباح.
وربّما انبعث من غرفةِ شابةٍ تكتب رسالة عشق لمجهول.
سِرْ في الطريقِ ولا تخشَ عتمَه.
ربّما سينير دربك قمر العشّاق الساهرين معه.
تسامر أنت معه كذلك، وحث الخطى.
حدثّه عن نفرتيتي وعن الجمال، حدثه عن الحبِّ وعن عشتار، حدثه عن الثنائية التناقضية، الله والشيطان، واسترح؛ لقد طلع النهار.

* جميلة شحادة، كاتبة وقاصة من الناصرة  - 1.7.2022

  موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 


 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة