اجتمع الرئيس الامريكي جو بايدن في جدة بقادة المملكة العربية السعودية الذين يستضيفون القمة القادمة مع دول مجلس التعاون الخليجي، الى جانب مصر والعراق والأردن.
وأفادت تقارير صحفية أنّه :"وضعت الولايات المتحدة والمملكة اللمسات الأخيرة على عدد من الاتفاقيات الدولية والثنائية التي تخدم مصالح الشعب الأمريكي والمزيد من الاندماج والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في خلال اجتماع مع الملك سلمان تلته جلسة عمل مطولة مع ولي العهد محمد بن سلمان والوفدين الأمريكي والسعودي".
وقد اشتملت نتائج الاجتماع على عدة بنود واتفاقيات قدّر عددها الى 18 وشملت ما يلي:
إزالة جنود حفظ السلام من جزيرة تيران: بدأت القوات الأمريكية العمل كقوات حفظ سلام في جزيرة تيران بعد فترة وجيزة بعد إبرام اتفاقات كامب ديفيد في العام 1978، وذلك ضمن القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين التي تنص عليها معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر. وقد قتل خمسة أمريكيين في الجزيرة في العام 2020 في حادث تحطم مروحية. وتم الليلة استكمال الترتيبات لإزالة قوات حفظ السلام التابعة للقوة متعددة الجنسيات والمراقبين وتطوير هذه المنطقة – التي تسببت في السابق بحروب بين دول متعددة في المنطقة – لغرض السياحة والتنمية ومساع سلمية أخرى. وقد وافقت المملكة العربية السعودية على الحفاظ على كافة الالتزامات والإجراءات الحالية في المنطقة والاستمرار في تطبيقها. ورحب الرئيس بايدن بهذا الترتيب الذي تم التفاوض عليه على مدى أشهر عدة وأخذ مصالح كافة الأطراف بعين الاعتبار. ستغادر قوات حفظ السلام التابعة للقوة متعددة الجنسيات والمراقبين جزيرة تيران بحلول نهاية العام، بما في ذلك الجنود الأمريكيين، وستنفذ القوة متعددة الجنسيات والمراقبون ترتيبات بديلة لضمان حرية الملاحة القائمة لكافة الأطراف، بما في ذلك إسرائيل.
فتح الأجواء السعودية أمام الطائرات المدنية المتوجهة إلى إسرائيل والقادمة منها: لم تكن الطائرات المدنية المتوجهة إلى إسرائيل والقادمة منها تستطيع حتى اليوم من التحليق فوق المملكة العربية السعودية إلا في حالات استثنائية نادرة، مما أدى إلى زيادة ساعات الطيران ونفقات كبيرة وتأثير غير ضروري على المناخ. ورحب الرئيس بايدن اليوم بقرار المملكة العربية السعودية توسيع نطاق التحليق في أجوائها ليشمل كافة الطائرات المدنية، بما في ذلك تلك المتوجهة إلى إسرائيل والقادمة منها، وذلك بناء على مبادئ اتفاقية شيكاغو للعام 1944. ويمثل هذا الإجراء خطوة مهمة إلى الأمام نحو شرق أوسط أكثر تكاملا وترابطا مع العالم.
الحفاظ على الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن: ناقش الوفدان الوضع في اليمن بالتفصيل والتزما باتخاذ خطوات لبذل قصارى جهودهما لتمديد وتعزيز الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وأدت إلى 15 أسبوعا من السلام، وهي أهدأ فترة في اليمن منذ سنوات، كما التزما بترجمتها إلى وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية. وجدد الرئيس بايدن التأكيد على التزام الولايات المتحدة بمساعدة المملكة العربية السعودية في حماية أراضيها وشعبها والدفاع عن نفسها في وجه كافة الهجمات الخارجية، لا سيما التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن. ورحب الرئيس بايدن بالتزام المملكة القوي بالهدنة وقيادتها لاستئناف الرحلات التجارية المباشرة بين صنعاء وعمان والقاهرة لأول مرة منذ سبع سنوات، وذلك بالتنسيق مع الحكومة اليمنية. ورحب الرئيس أيضا بالدعم المالي الذي تقدمه المملكة لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والذي سيساعد في تحسين الخدمات الأساسية والاستقرار الاقتصادي لتخفيف معاناة اليمنيين. ويشمل هذا الدعم التعهد بتقديم أكثر من مليار دولار لمشاريع التنمية ودعم الوقود، بالإضافة إلى وديعة سعودية وإماراتية مشتركة بقيمة ملياري دولار للبنك المركزي اليمني.
دعم الشراكة الأمريكية من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمي: رحب الرئيس بايدن بخطة المملكة العربية السعودية للاستثمار بشكل استراتيجي في المشاريع التي تتوافق مع أهداف الشراكة الأمريكية من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمي، والتي أطلقها الرئيس بايدن وقادة مجموعة السبع خلال قمة المجموعة في 26 حزيران/يونيو 2022. وستعمل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية معا لحشد مئات المليارات من الدولارات لتوفير بنية تحتية عالية الجودة ومستدامة تحدث فارقا في حياة الناس في مختلف أنحاء العالم وتقوي سلاسل التوريد الخاصة بنا وتنوعها وتخلق فرصا جديدة للعمال والشركات الأمريكية وتعزز أمننا القومي.
إطار عمل ثنائي جديد للتعاون بشأن الجيل الخامس/الجيل السادس: رحب الرئيس بايدن بتوقيع مذكرة تعاون جديدة بين إدارة الاتصالات والمعلومات الوطنية الأمريكية ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، والتي ستربط شركات التكنولوجيا الأمريكية والسعودية في مجال تعزيز الجيل الخامس ونشره باستخدام شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة والظاهرية والقائمة على السحابة وتطوير الجيل السادس من خلال تقنيات مماثلة. وستدعم الشراكات التي تم إنشاؤها بموجب مذكرة التفاهم نشر الجيل الخامس في المملكة العربية السعودية والدول النامية والمتوسطة الدخل في مرحلة لاحقة من خلال الشراكة الأمريكية من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمي. وقد التزمت المملكة العربية السعودية باستثمار كبير لهذا المشروع تحت مظلة الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمي.
تعاون جديد بشأن أمن الطاقة: التزمت المملكة العربية السعودية بدعم موازنة سوق النفط العالمية من أجل النمو الاقتصادي المستدام. ورحبت الولايات المتحدة بالزيادة في مستويات الإنتاج بنسبة 50 بالمئة فوق النسبة المخططة لشهري تموز/يوليو وآب/أغسطس. وقد ساعدت هذه الخطوات والخطوات الأخرى التي نتوقعها خلال الأسابيع القادمة في تحقيق استقرار الأسواق إلى حد كبير وستستمر في المساعدة على ذلك في المستقبل.
إطار ثنائي جديد للتعاون في مجال الطاقة النظيفة: رحب الرئيس بايدن بالتوقيع على إطار شراكة ثنائي لتعزيز الطاقة النظيفة مع استثمارات سعودية جديدة لتسريع انتقال الطاقة ومكافحة آثار تغير المناخ. ويركز هذا الإطار بشكل خاص على الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر والطاقة النووية ومبادرات الطاقة النظيفة الأخرى. نحن نسعى إلى تعزيز جهودنا لمعالجة تغير المناخ وتعزيز نشر أكبر لموارد الطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم من خلال البناء على التعاون القائم بين خبراء الطاقة في البلدين. وستعمل الشراكة على تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتعزيز نشر حلول الطاقة النظيفة مع تسريع البحث والتطوير وإظهار التقنيات المبتكرة اللازمة لإزالة الكربون من الاقتصاد العالمي وتحقيق صافي انبعاثات صفرية.
التأكيد على المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان: شدد الرئيس على قناعة الولايات المتحدة بأن احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتعزيزها يزيد من الاستقرار ويحسن الأمن القومي، وأثار خلال المناقشة حالات محددة مثيرة للقلق، كما تطرق إلى مقتل جمال خاشقجي الفظيع، وحدد إجراءات المساءلة التي اتخذتها الولايات المتحدة ردا على ذلك، وتلقى التزامات ذات صلة بالإصلاحات والضمانات المؤسسية المعمول بها للحماية من أي سلوك من هذا القبيل في المستقبل. ستواصل الولايات المتحدة الانخراط في حوار منتظم ومباشر مع المملكة العربية السعودية وشركاء آخرين حول هذه القضايا المهمة وستثير مخاوفنا بشأن حقوق الإنسان في كل فرصة.
التعاون في مجال الأمن السيبراني: رحب الرئيس بايدن بتوقيع اتفاقيتين ثنائيتين بشأن الأمن السيبراني مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية – إحداهما مع مكتب التحقيقات الفيدرالي والثانية مع وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابعة لوزارة الأمن الداخلي. وتوسع الولايات المتحدة والمملكة من خلال هاتين المذكرتين علاقتهما الثنائية الحالية بشأن هذه القضية الحاسمة وتتبادلان المعلومات حول تهديدات الأمن السيبراني وأنشطة الجهات الخبيثة لتعزيز الدفاع المشترك والتعاون في أفضل الممارسات والتقنيات والأدوات ومناهج التدريب والتعليم في مجال الأمن السيبراني.
التعاون في استكشاف الفضاء: تعمل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على توسيع نطاق تعاونهما في كافة مجالات استكشاف الفضاء، بما في ذلك رحلات البشر إلى الفضاء ومراقبة الأرض والتطوير التجاري والتنظيمي والسلوك المسؤول في الفضاء الخارجي. ورحب الرئيس بايدن بتوقيع المملكة العربية السعودية على اتفاقيات أرتميس وأكد التزامها بالاستكشاف والاستخدام المسؤول والسلمي والمستدام للفضاء الخارجي.
التعاون في مجال الصحة العامة: رحب الرئيس بايدن بمذكرة تفاهم جديدة بين وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية ووزارة الصحة السعودية لمواصلة تعزيز علاقتهما والعمل معا لحل المشاكل الصحية المشتركة. وتشمل مجالات التعاون القادمة نظم المعلومات الصحية وبناء القدرات في تقديم الخدمات الصحية ومراقبة الأمراض والأمراض المعدية الناشئة ومعالجة الشواغل المتعلقة بالصحة للنساء وذوي الاحتياجات الخاصة والسياسات العامة الموجهة للوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة.
تعزيز التعاون الأمني البحري: أعادت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تأكيد التزامهما بالحفاظ على التدفق الحر للتجارة عبر الممرات المائية الدولية الاستراتيجية مثل باب المندب ومضيق هرمز، والتي تمر عبرها 40 بالمئة من الطاقة التي يستخدمها العالم كل يوم وذلك عبر عدة فرق عمل بحرية مشتركة تشمل:
o البحر الأحمر: تم إنشاء فرقة العمل المشتركة 153 مؤخرا، وهي فرقة تركز على الأمن البحري الدولي وجهود بناء القدرات.
o خليج عمان وشمال بحر العرب: تتولى المملكة العربية السعودية عما قريب قيادة فرقة العمل المشتركة 150 التي تعزز أهداف الأمن البحري المشتركة.
o التكامل من خلال الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي: تشارك المملكة العربية السعودية عما قريب في فرقة العمل 59 التابعة للأسطول الخامس، والتي تدمج للمرة الأولى التقنيات المتقدمة مثل السفن غير المأهولة والذكاء الاصطناعي لتعزيز الوعي بالمجال البحري.
التعاون الدفاعي الجوي المتكامل: استعرض الجانبان التطورات في مجال تحسين تكامل الدفاع الجوي وحماية أراضي المملكة العربية السعودية والشعب السعودي من التهديدات الخارجية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار والأجهزة بدون طيار. ويشمل هذا التعاون الدعم العسكري الأمريكي وقضايا المبيعات العسكرية الأجنبية بعيدة المدى، مع التركيز على الأنظمة الدفاعية والتكنولوجيا المتقدمة. وأكدت الولايات المتحدة على أنها ستسرع تعاوننا مع المملكة وشركاء آخرين في المنطقة لمواجهة الأنظمة الجوية بدون طيار والصواريخ التي تهدد السلام والأمن في المنطقة. وأكد الرئيس بايدن التزام الولايات المتحدة بالعمل مع المملكة وغيرها من الحلفاء والشركاء في الشرق الأوسط لتحقيق التكامل وتعزيز التعاون الأمني.
وتلتزم الولايات المتحدة على وجه الخصوص بتطوير بنية دفاعية جوية وصاروخية أكثر تكاملا ضمن شبكات إقليمية ومواجهة وصول الأنظمة الجوية بدون طيار والصواريخ إلى الجهات الفاعلة غير الحكومية التي تهدد السلام والأمن في المنطقة.