أمير قطر:
التوتر سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات وتغيير طابع القدس واستمرار الحصار على غزة
الرئيس الأميركي جو بايدن:
إدارتي لديها رؤية واضحة حول ما ينبغي القيام به في الشرق الأوسط، وإن الولايات المتحدة ستظل شريكا عاملا ونشطا في المنطقة
عقدت في مدينة جدة السعودية قمة جدة للأمن والتنمية بمشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن، وتضم زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر والأردن والعراق، وناقشت القمة الأوضاع الإقليمية ومن ضمنها القضية الفلسطينية وكذلك أزمة الطاقة.
وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بداية القمة إنها تأتي في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة والعالم تحديات كبرى، وأضاف "نأمل أن تؤسس هذه القمة لعهد جديد من الشراكة الإستراتيجية بين دول المنطقة والولايات المتحدة".
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إدارته لديها رؤية واضحة حول ما ينبغي القيام به في الشرق الأوسط، وإن الولايات المتحدة ستظل شريكا عاملا ونشطا في المنطقة.
وأضاف أنه سوف يكون هناك أعضاء جدد في التعاون بين دول المنطقة بما فيها إسرائيل، وأن بلاده سوف تدعم الشراكة مع الدول التي تلتزم بمبادئ النظام العالمي.
واتهم إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وأضاف "سنواصل جهودنا الدبلوماسية للضغط على البرنامج النووي الإيراني ونحرص على ألا تحصل طهران على سلاح نووي". وأشار إلى أن واشنطن تجمع مليارات الدولارات لتخفيف الأزمات الغذائية في المنطقة.
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: لم يعد ممكنا تفهم استمرار الاحتلال
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن اجتماع اليوم ينعقد وسط تحديات أمام المجتمع الدولي لتعزيز التعاون لإيجاد حلول للقضايا العالمية. وأكد أنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في ظل النزاعات.
وأضاف أن احتكام أطراف النزاعات للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يوفر على الشعوب الكثير من الضحايا والمآسي، وأن الأزمات والحروب في أي منطقة تؤثر على العالم بأسره.
وقال إن الحرب في أوكرانيا ساهمت في مفاقمة أزمة اقتصادية قد تؤدي لكوارث إنسانية، وأن بلاده "لن تدخر جهدا في العمل مع شركائنا في المنطقة والعالم لضمان التدفق المستمر لإمدادات الطاقة".
وأكد على موقف بلاده الثابت بتجنيب منطقة الخليج والشرق الأوسط عموما مخاطر التسلح النووي. واعتبر أن تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج ضروري ليس لها فحسب، بل للمجتمع الدولي بأسره.
وأكد على ضرورة حل الخلافات في المنطقة بالحوار القائم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، كما أكد على حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للقواعد الدولية.
وبشأن القضية الفلسطينية، قال أمير قطر إنه لم يعد ممكنا تفهم استمرار الاحتلال بسبب السياسات الانتقائية في تطبيق قرارات الشـرعية الدولية، وإن التوتر سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات وتغيير طابع القدس واستمرار الحصار على غزة.
وأكد أنه لا يجوز أن يكون دور العرب اقتراح التسويات، ودور إسرائيل رفضها والزيادة بالتعنت كلما قدم العرب تنازلات، مشيرا إلى أن الدول العربية أجمعت رغم خلافاتها على مبادرة سلام عربية ولا يصح التخلي عنها لمجرد أن إسرائيل ترفضها.
وشدد على أنه أحد أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها للقانون الدولي، وأن المخاطر المحدقة بالمنطقة في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وأوضح أنه لا يخفى على أحد الدور المحوري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم، وعلى أهمية العلاقات الخليجية والعربية عموما مع الولايات المتحدة وعلى ضرورة الحفاظ عليها وتعميقها.
ملك الأردن عبد الله الثاني: لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل للقضية الفلسطينية
من جهته قال ملك الأردن عبد الله الثاني أن قمة اليوم تأتي في وقت "تشهد منطقتنا والعالم تداعيات أزمة كورونا وانعكاسات الأزمة الأوكرانية".
وقال إنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل للقضية الفلسطينية وإقامة دولة على حدود 1967، مؤكدا أنه "يجب أن يشمل التعاون الاقتصادي أشقاءنا في السلطة الفلسطينية.
وبدوره قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الانطلاق نحو المستقبل يتوقف على كيفية التعامل مع أزمات المنطقة الممتدة، وإنه حان الوقت لكي تتضافر "جهودنا المشتركة لوضع حد للصراعات والحروب الأهلية في منطقتنا".
وأكد أنه لا بد من تكثيف جهودنا المشتركة لحل نهائي لعملية السلام لا رجعة عنه، وأنه يجب التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
واقترح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظم إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل، وقال إن بلاده تسعى "لتعزيز بيئة الحوار في منطقتنا لما يخدم مصالح الشعوب".
وقال ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إن دول مجلس التعاون الخليجي تأمل أن تكون هذه القمة بداية انطلاقة جديدة لمعالجة قضايا المنطقة، وإن التحديات التي تمر بها المنطقة "تتطلب منا المزيد من التشاور والتعاون لمواجهتها".
وأكد أن دول مجلس التعاون الخليجي ماضية في تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة.
لقاءات ثنائية
واستبق بايدن القمة -التي أطلق عليها قمة جدة للأمن والتنمية- بلقاءات ثنائية بدأها بلقاء مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وأتبعه باجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكان آخر لقاءاته الثنائية مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد.
وأكد بيان أميركي عراقي مشترك أهمية الالتزام المتبادل بالشراكة الثنائية بين البلدين وفقا لاتفاق الإطار الإستراتيجي، مشددا على أهمية تشكيل حكومة عراقية جديدة تستجيب لإرادة العراقيين واحترام العراق واستقلاله.
كما أكد البيان -الذي صدر عقب اجتماع بين بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي- أهمية تقوية المؤسسات العراقية وتمكين قوات الأمن من تحقيق الاستقرار بالعراق والمنطقة.
وقال مسؤول أميركي إن بايدن سيبحث في جدة تكامل القدرات الصاروخية والدفاعية بين دول الشرق الأوسط.
وأوضح هذا المسؤول أن بايدن يدعم التطبيع بين السعودية وإسرائيل، لكنه يعتبر الأمر قرارا سياديا ولن يضغط على أي من الطرفين في شأنه، كما أشار بشكل عام إلى أن تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية مسار منفصل عن حل الدولتين.
وفي الموضوع الاقتصادي نقلت رويترز عن هذا المسؤول الأميركي قوله إن واشنطن تأمل أن تصدر منظمة أوبك إعلانا في الأسابيع المقبلة عن زيادة إنتاج النفط.
مليار دولار للأمن الغذائي
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن بايدن سيعلن اليوم السبت خلال القمة التي سيعقدها مع زعماء عرب تخصيص الولايات المتحدة مليار دولار في صورة مساعدات جديدة على المديين القريب والبعيد للأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال المسؤول إن زعماء دول مجلس التعاون الخليجي سيلتزمون أيضا بتقديم 3 مليارات دولار على مدار العامين المقبلين في مشروعات تتماشى مع شراكات الولايات المتحدة في البنية التحتية العالمية والاستثمار.
منع إيران من امتلاك سلاح نووي
وكان بايدن قد وصل الجمعة إلى السعودية، واجتمع بالملك السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين سعوديين كبار آخرين.
وتعهدت واشنطن والرياض بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وبالحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية، وذلك بعد محادثات أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن مع المسؤولين السعوديين في جدة، حيث وصل إليها قادما من تل أبيب في أول رحلة رسمية مباشرة تربط بين السعودية وإسرائيل.
وأكدت واشنطن والرياض في بيان مشترك فجر اليوم السبت أهمية التعاون الإستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، لا سيما في ضوء الأزمة في أوكرانيا وتداعياتها.
كما شدد الجانبان على أهمية منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وعلى ضرورة وقف دعم إيران "للإرهاب" من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها، وكذلك ردع التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول.
وأكد البيان المشترك أيضا أهمية الحفاظ على حرية التجارة عبر الممرات البحرية الدولية، لا سيما باب المندب. وبحسب البيان، أكد بايدن التزام بلاده القوي والدائم بدعم أمن السعودية والدفاع عن أراضيها.
كما رحبت واشنطن بتعهد السعودية بدعم سوق نفط عالمية متوازنة من أجل تحقيق نمو اقتصادي مستدام، حيث جدد البلدان تعهدهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية.
وأعلن البيت الأبيض أيضا أن السعودية وافقت على الحفاظ على جميع الالتزامات والإجراءات الحالية في جزيرة تيران.
وسبق أن أعلنت وكالة الأنباء السعودية توقيع 18 اتفاقية ومذكرة للتعاون بين الرياض وواشنطن في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، وذلك على هامش زيارة بايدن للمملكة.
وشملت الاتفاقيات التعاون في مجالات صناعة الطيران، والصناعات الدفاعية والتدريب والتأهيل والطاقة النظيفة. ومن بين الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين اتفاقية أرتميس مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لاستكشاف القمر والمريخ.