اذا وضعنا في القِدر العدس والرز وطبخناها، ثمّ اعملنا في القِدر المغرفة فيتُخرج لنا "مجدّرة". لن يكون ممكنا أن تُخرج لنا دجاج محشي ولا بط مشوي ولا لحم مصلي. أملنا يبقى في المجدّرة. فمنها نأخذ البروتين، البروتين النباتي.. ووداعا للبروتين الحيواني من الديك الرومي.
"ذيل الكلب أعوج". وفي نفس الوقت والزمان والتوقيت والمقام والمقال والصدد، فإن أداء وتصرفات سمير جعجع عوجاء كذيل الكلب. فهو يذهب إلى كلّ ما يُعادي الوطن والوطنيين، ويلتصق بكل ما هو أمريكي أو خارجي معادي لبلاد الارز.
لا يغرّنكم البدلة وربطة العنق التي يتمنطق بها الجعجع لانّه يخفي تحتها أنيابه القديمة، تقطر دما من آثار مضغ لحم جثث اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين في مخيم تل الزعتر عام 1976 ومضغ لحم طوني فرنجية وعائلته واطفاله في "مذبحة اهدن" في شمال لبنان ومضغ لحم رئيس وزراء لبنان الاسبق رشيد كرامي!!!!
سمير جعجع حالة فريدة في عالم الاجرام، فقد قفز من السجن باللباس الاحمر إلى الفضاء الفسيح بالبدلة وربطة العنق، من مجرمٍ محكومٍ مُدان إلى زعيمٍ سياسي يصول ويجول ويفتي في شؤون البلاد والعباد .. "معجزة" لبنانية فريدة من نوعها!!!
وما زال سمير جعجع يُجعجع.
"أمل ابليس في الجنّة"، يوازي أمل من يتأمّل أن يأتيه خير من أمريكا. فقِدر أمريكا مليء بمصالح أمريكا فقط، أمريكا لامريكا. وأمريكا لا ترى في هذا العالم إلا اسرائيل، بل اكثر من ذلك فانها ترى العالم بعيون اسرائيليّة.
أمريكا كانت ذهبت إلى فيتنام وقتلت القرويين البسطاء في الادغال بالنابالم والفسفور البرتقالي، وذهبت إلى كوريا وقسّمتها إلى كوريا الجنوبية، مستعمرة لها، وكوريا الشمالية، شوكة في حلقها.
وغزت العراق وحطّمت الدولة العراقية وسرقت نفطها وخيراتها وكنوزها الاثرية منذ عهد سومر، وكان على رأس اللصوص الحاكم العسكري بريمر، كان يُهرّب النفط عبر سفن من البصرة. وتبوّل جنودها على جثث المدنيين العراقيين بعد قتلهم ظلما وعملوا صورا تذكاريّة لفعلتهم الشنيعة. وذهبت أمريكا إلى سوريّا لسرقة نفطها وخيراتها واخترعت داعش والتنظيمات "الجهادية" الاخرى وضخّتها في الهلال الخصيب.
أمريكا ما زالت ومنذ الحرب العالمية الثانية تحتلّ اليابان وألمانيا ولو باسماء ومسميّات "دلع"!!!!
أمريكا تُحاصر ايران في برنامجها النووي السلمي في الوقت الذي تحمي فيه اسرائل المُكتنزة بأكثر من 300 رأس نووي حسب فعنونو العالم الاسرائيلي السابق في ديمونا. وأمريكا هي الدولة الوحيدة في هذه المعمورة التي استخدمت السلاح النووي حتى الآن، قنبلتي هيروشيما وناغازاكي فوق اليابان، وقنابل اليورانيم المنضب التكتيكية فوق الجيش العراقي.
فهل سنتأمّل شيئا بعد ذلك من أمريكا.. أملنا الوحيد في المجدّرة.
اذا اخترقت رصاصة صهيونية غادرة جسد مسيحي أو مسيحيّة، وتم تشييع الجثمان وحمل النعش على أكف اسلامية، فأنت حتما في فلسطين. ففيها عائلة واحدة متحابة متراصة تتراوح اسماء ابنائها بين محمد وعبدالله وأنطون وجريس وصالح وإلياس وحليمة وشيرين، يذهب نفرٌ من هذه العائلة إلى قدّاس الاحد في الكنيسة بعد سماع قرع اجراسها ويذهب البعض الآخر ويسري فجرا لصلاة الصبح في المسجد بعد سماع آذان "الله أكبر".
ويبقى أملنا في شعبنا.