بين مئوية وعد بلفور ومئوية صك الانتداب| بقلم: د. نجيب القدومي

د. نجيب القدومي
نُشر: 01/01 15:16,  حُتلن: 15:54

بصدور وعد بلفور في الثاني من تشرين الثاني لعام ١٩١٧ منحت بريطانيا الشرعية والمباركة لاحتلال الصهاينة لفلسطين على حساب أهلها الشرعيين فكانت النكبة عام ١٩٤٨ وماتبعها من تشريد الشعب الفلسطيني وبدء معاناته التي مازالت حتى اليوم .

وعندما جاءت الذكرى المئوية لصدور وعد بلفور ، طالب الفلسطينيون من بريطانيا أن تقدم اعتذرا للشعب الفلسطيني ولكن دون جدوى بل إحتفلت احتفالاً داعماً من جديد لتثبيت الكيان الصهيوني على أرضنا واحتلال مدننا وقرانا وتشريد الفلسطينيين في ظروف غاية في الصعوبة والقسوة ، وعندما فرض الانتداب البريطاني على فلسطين كرس جهده لدعم الدولة الصهيونية المعتدية حيث فتحوا باب الهجرة على مصراعيه وسهلوا انتقال الأراضي للمعتدين ودعموا وحموا وساعدوا العصابات الصهيونية التي قامت بتنفيذ المذابح بين أفراد الشعب الفلسطيني ، وأخذوا من بنود صك الانتداب مايصلح لدعم المعتدي وتثبيت وجوده بالتعهد بتحقيق وعد بلفور في الوقت الذي عملوا على تخدير الشعب الفلسطيني بل والبلاد العربية بإطلاق وعودهم أنهم سيعودون إلى أراضيهم ومدنهم وقراهم. بداية في الرابع والعشرين من شهر تموز الحالي صدر صك الانتداب عام ١٩٢٢ والذي أصدرته عصبة الأمم.

في هذا اليوم تصادف مئوية صك الانتداب بمواده الثمانية والعشرين والتي تصب في معظمها لصالح الدولة المعتدية التي جاءت نتيجة وعد من لايملك لمن لا يستحق ، أي أن الانتداب فرض على فلسطين التي كانت تحت الحكم العثماني لتنفيذ وعد بلفور وتسهيل تحقيق بنوده.

واليوم وبالرغم من تأييد الغالبية المطلقة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية إلا أن لا إجراء يعمل على تطبيق مئات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التي تدعو لانسحاب القوات الإسرائيلية ولضمان عدم إجراء أي تعديل على وضع مدينة القدس وعلى قيام دولتين عربية ويهودية وعلى ضرورة عودة اللاجئين الى ديارهم التي أخرجوا منها بقوة السلاح المدعوم من بريطانيا ومن ثم أمريكا .فهل تصحو الضمائر لاحقاق الحق وإنصاف الفلسطينين في مئوية صك الانتداب ام ان الأمر سيبقى مرشحاً لمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة والذي لا يقبله الفلسطينيون وسيستمرون في المقاومة بجميع اشكالها لاستعادة حقوقهم المسلوبة مهما كلفهم ذلك من تضحيات.

• د. نجيب القدومي - عضو المجلس الوطني الفلسطيني عضو لجنة للاجئين

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة