كنت قد كتبت مقالًا عن البروفسور علي نايفة وسيرته في النجاح (وله أخوة وأبناء أخوة بذات البهاء) وهو ليس رجلًا سياسيًا، لذا فالاستماع له مجرد من الاستغلال او الاستخدام السياسي، ورغم ذلك فلقد كتبت كتابًا عن ياسر عرفات الجنرال والسياسي في آن واحد، متأملا عن بعد –فلم أكن من القريبين منه-في حياته وقفزات النمو والصعود والنجاح تحت عنوان ياسر عرفات تاريخ من صنع يديه.
وأشرت للبرفسورعلي نايفة من مواليد طولكرم (1933-2017م) كيف لخص برأيه المؤسسة الناجحة ما يصدق على المؤسسة السياسية أو التنظيمية وكان يضرب المثال في مؤسسة الجامعة كالتالي:
تستوجب المؤسسة حسب نايفة تحقق ثلاثة شروط يكون فيها العمود الفقري هو الطالب (لنقل العضو في المنظمة السياسية كمقارنة...) ما فهمت المقصود به الطالب المستعد لأن يكون طالبًا أي المؤهل نفسيًا ومعنويًا ، والمُقبل على العلم.
والشرط الثاني هو الأستاذ المتميز، لاحظ المتميز بقوله فما قيمة المردّد من الاساتذة للمنهج أوالمادة دون علم أو تبصر أوتجدد أو دفع للطلاب نحو الابداع. (وكذلك الأمر ما قيمة المتحدث اوالمحاضر في دورة من دوراتنا السياسية/التنظيمية وهو لا يمتلك الحد الأدنى من مقومات فن الحديث والاقناع-ولنا كتاب أصدرناه في ذلك).
اما الشرط الثالث للمؤسسة الثقافية أو التربوية الناجحة فهو كما قال "الإدارة الرشيدة" بما فهمته أنها تهيىء الأدوات والظروف للعلم والثقافة والتقدم وإلا "إقرأ عليهم السلام" كما قال.
الى ما سبق سطّر الكاتب أسامة الراميني مقالًا عن المفكر والاقتصادي الفلسطيني الأردني العربي الكبير طلال أبوغزالة (مواليد 1938م في مدينة يافا) يصف ويحدد سٍمات الرجل الناجح في أبوغزالة بما نقتطفه من مقاله الجميل ونلخصه بالنقاط التالية :
1. يعرف ماذا يريد لأنه يعرف طريقه، ولديه الرؤيا الواضحة
2. يعرف كيف يخاطب الآخرين (فن الحديث والاتصالات)
3. يتبع قانون "المحبة" الذي يعمر قلبه، ويعتبر أن "النجاح يتطلب السعادة"
4. لا يبكي على إطلال المعاناة بل يعتبرها نعمة إن صح استثمارها لخلق فرصة
5. التخطيط البعيد
6. تنظيم العمل
7. العزيمة والإصرار ورفض الفشل، ويؤمن بما قاله أديسون يوماً "أنا لم أفشل" أنا ببساطة وجدت عشرة حلول لا تعمل
8. من ذاته قوة ذاتية تستمتع بالنزال والقتال لانها تحقق الفوز
وإن ختمنا المقال عن النجاح في نبذة عن الخالد ياسر عرفات (1929-2004م) فلنا القول ما قاله فيه أغلب مصاحبيه من أنه رجل عميق الإيمان بما يفعل الى درجة الرسالية، وهو شخصية نضاليه ذات بأس لذا فهو شغول وعملي ديمومي لا يتوقف عن الفعل، بل يقدّم خطوة إثر خطوة ليتعتبر أن العمل بحد ذاته يحرك العوامل ويغير الاحوال في اتجاه هدفه المرجو واضح المعالم وكان هدفه وظل فلسطين. وكل مخالفيه أو مؤيديه لم يختلفوا يومًا على هذه الصفات رغم مراحل ابتعاد او افتراق في المسيرة ما حدا بجورج حبش للقول عنه انه: من نختلف معه ولا نختلف عليه.
الفكرة من المقال هي تحديد مفهوم النجاح ووسائل الوصول اليه من النماذج الثلاثة، والتي قد تكون ذات مسارب مختلفة وأدوات متنوعة، ولأن النجاح قصة مرتبطة بالشخص (وفي سياق تنظيمي بالمجموعة والتنظيم والمؤسسة...) فلكل رأيه في مفهوم النجاح ما لايخرج بالحقيقة عن تحقيق الأهداف، ولكل أن يختار الوسيلة المشروعة للوصول له، وله أن يقتدي، وله أن يتبع أويبتدع الوسائل التي لا تبتعد عن مفاهيم امتلاك الرية والتخطيط والتنظيم والتغلب على العثرات واتباع العادات الصحيحة والاستراتيجيات المختلفة، والاستثمار بالعلاقات، والإصرار والمثابرة بالآليات الكثيرة القابلة للتعلم، وحيث تشكل العزيمة والإيمان والأخلاق والقيم اللون الزاهي الذي يحشّد ويقوي ويبرز الفكرة ويحقق النجاح.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com