بعد 12 عاما من هدمه بجرافات وزارة الداخلية الإسرائيلية، احتفل القائمون على مسجد الصحوة بمدينة رهط، في افتتاحه الرسمي، بحضور العشرات من الجليل والمثلث والساحل والنقب.
بدأ الاحتفال بعد صلاة المغرب مباشرة، بكلمة ترحيبية من رئيس لجنة مسجد الصحوة، الشيخ يوسف أبو جامع، الذي سرد قضية المسجد منذ هدمه مرورا بتغريم القائمين عليه بمبلغ نصف مليون شيكل، وحتى تلقي المصادقة من قبل لجنة التخطيط والبناء لبلدية رهط، على مخطط الأرض لبناء هذا الصرح على طابقين بمساحة 1200 متر لكل طابق وبتكلفة نحو 8 ملايين شيكل.
وكانت جرافات وزارة الداخلية هدمت مسجد "الصحوة" عام 2010 بحجة البناء غير المرخص، إلا أن إدارة بلدية رهط السابقة تعهدت بالعمل على إعادة بناء المسجد وتنفيذ المخططات اللازمة لهذا الأمر. وقد شكر الشيخ أبو جامع رئيس بلدية رهط السابق، طلال القريناوي، والذي وقف إلى جانبهم وبشّر الأهالي في فبراير/شباط 2016 بالمصادقة النهائية على مخطط بناء المسجد، وتمنى له الشفاء علما أنه أجرى عملية قلب مفتوح مؤخرا.
وأكد الشيخ أبو جامع خلال خطابه أمام الجموع، أنه لا يسامح كل من وقف مع السلطات وعرقل حتى اللحظة الأخيرة بناء المسجد، ودعا لهم بالهداية، ولفت إلى أن كل المسجد بُني من أموال المتبرعين، الذين فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، بينهم رجل من كفر كنا تبرع بمئات آلاف الشواقل لبناء المئذنة. وقال إنّ المسلمين من الجليل والمثلث والساحل والنقب وقفوا وقفة رجل واحد من أجل إقامة هذا الصرح، حيث سيتم فتح مدرسة لتعليم القرآن الكريم في الطابق السفلي للمجمع.
وتأثر الشيخ كمال خطيب، الذي تحدث بإسهاب عن فضل بناء المساجد، لمعرفته لأول مرة في حفل افتتاح المسجد بأن الأهل في كفر كنا كان لهم باع طويل في بناء هذا الصرح الإسلامي الكبير، وخنقته العبرات حيث قال: "حقيقة أنا سر اكتشفته اليوم، وأعلم كم هم خيرون أهالي كفر كنا، وأن يكون أخوة لي ساهموا بهذا المبلغ المبارك وأحدهم تكفل ببناء المنبر كله، فهذا أمر أعتز به". (شاهد الفيديو)
من جانبه، عبر العديد من رواد المسجد عن سرورهم وفرحتهم بافتتاح المجمع الإسلامي، رغم العقبات ولفتوا إلى صمود الأهل حتى الافتتاح. وقال إمام مسجد الاعتصام في اللقية، الشيخ علي أبو قرن، إنّ "هذا المسجد لن توقف رسالته أي قوة، كونها رسالة ربّانية أراد الله لها أن تستمر. هذه المنابر يعلو فوقها الله أكبر، ولن توقفه أي قوة زاحفة على الأرض".