كلمات
حاكت لي عبرَ الأيامِ بساطَ فضاءٍ
بحرير الكلماتْ
طرَّزَتْ النصَّ بخيطٍ صَبَغَتهُ
بألوانٍ من أنوار مُحياها والقسَماتْ
صار بساطاً سِحرياً
تتخلَّلُهُ لمساتُ البسماتِ المجلوبةِ
من حورياتِ البحرِ وأنهار الغاباتْ
يحملُني وأسافرُ عبرَ بلادِ الدُنيا
وأظلُّ أفتِّشُ في كل مكانٍ عنها
وأظلُّ أفتِّشُ عن وهجِ اللؤلؤِ
في عينيْها
لا شيءَ سيطفئً نار الآهاتْ
ينسابُ بساطي في كل فضاءٍ
أنسابُ عليهِ
أظلِّلُ أرضاً طيبةَ
وأرى أنهاراً تنسابُ
على خاصرةِ البياراتْ
وأظلُّ أحنُّ
أحنُّ إليها
لا شيءَ سيُطفئُ نارَ حنينٍ
يُذكيها سيلُ الآهاتْ
***
هيَ منْ صنعت لي أجنحةً سحريةْ
لأطير بها فوقَ مروجِ الحُريةْ
لكنّي، والذكرى ترسمُ لي
كلَّ خُطوطي الجويةْ،
ما طرتُ إلى مُدنٍ
أو فوقَ رُبى أزهارٍ بريَّةْ
إلا كي أبحثَ عنها
لن يهدأ لي بالٌ
إلا حين يحطُّ بساطي
في أرضٍ طيِّبةٍ أشتَمُّ بها عبقَ
الطيبِ المتوهجَ بين يديها
ما دامتْ تضبطُ نبضَ حياتي بالكلماتْ
لن يُسكِتَ شيءٌ نبرَ اللغةِ الحيةْ
وسيبقى حيّاً جذرُ وجِذعُ اللغة الأزليةْ
يوسف حمدان - نيويورك