شلّال الدم الهادر من مخيّم جنين، مرورا بغزّة، الى نابلس حارة الياسمين، دم الشبّان الصناديد الغُرّ الميامين، فداء للوطن للواجب للشعب لحبّهم الابدي السرمدي لفلسطين...
انّها قصّة الكف الذي يقابل المخرز، يقاتل المخرز، يُكافح المخرز..
هذا الكفّ الذي أنبت آلاف الفرسان الجّدد يمتطون أحصنة مجنّحة من نور، يفوح من جنباتهم العطر والبخور، يحرسوم الوطن بمنجنيقاتهم، بعيونهم الساهرة صبح مساء وليل وسحور.
ابناء واحفاد دلال المُغربي، أوّل رئيسة لساحل فلسطين، طيفها يُناجي مخيّم جنين، ينبُت على ذكراها الزنبق والياسمين والرياحين، في جنّات الخلود مع الشهداء والابرار والصدّيقين.
غزّة منبع العزّة يُسمع فيها صدى صيحات تكبيرات مخيّم جنين، تمتشق الحُسام والمنجنيق لتشقّ عنان السماء وتُعانق الوطن المُعتّق بالحنين، فيتردد الصدى على طول المدى إلى جبال النار، إلى جبلي عيبال وجرزيم، في مدينة "شكيم"، إلى قلب حارة الياسمين، تفوح منها رائحة الاطاييب والرياحين ونسائم الجنّة في الاعالي، بعد أن كانت ثارت فيها البراكين.
مخيّم جنين وغزّة ونابلس توحّدها الشهادة، توحّدها البطولة، توحّدها العزة والاباء وشعب صابر مرابط مقدام لا يستكين، ولا يرضى بالذلّ ولا بالهوان ولو جارت الايام وطالت السنين، فالنصر آتٍ آتٍ بهمة هؤلاء الابطال الصناديد الميامين ولو بعد حين.
* منجد صالح: كاتب ودبلوماسي فلسطيني
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com