قراءة في التحليل الأخير لمنصور عباس| بقلم: الإعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 01/01 11:42,  حُتلن: 14:56

المكان الذي يجمع ممثلي الشعب يسمى في غالبية دول العالم "برلمان" وبعض الدول تسميه "مجلس الشعب" ويلدان أخرى تطلق عليه "مجلس الأمة". لكن إسرائيل التي تقول دائماً انها "دولة اليهود" بتأييد من النائب منصور عباس، تستخدم اسماً لا علاقة له(منطقياً) بهذه الأسماء بشكل عام. وإسرائيل هي الوحيدة في العالم التي تغرد خارج هذا السرب وتستخدم اسم "كنيست" للدلالة على البرلمان الإسرائيلي، علماً بأن اشتقاق الاسم، وتحديد عدد أعضاء الكتيست (120)، مأخوذان من "كنيست هجدولا" وهي الهيئة التشريعية لليهود فيما يسمى بعهد الهيكل الثاني.


على كل حال أنا من المقاطعين للكنيست ترشيحاً وانتخاباً، بمعنى أنا لست من أنصار الكنيست ولست من المؤيدين للذهاب إلى صناديق اقتراع هذا الكنيست. في الحقيقة لا أستطيع أن أتفهم، كيف يمكن لفلسطينيي ألـ 48 الذين تسميهم الدولة العبرية "عرب إسرائيل" تهرباً من استخدام كلمة فلسطيني، أن ينتخبوا ويترشحوا لبرلمان دولة يقول أصحابها أنها دولة اليهود، وأصدروا قانوناً للتأكيد على ذلك. وهذا يعني أنهم أنكروا أو تجاهلوا الوجود العربي الفلسطيني لحوالي مليون ونصف المليون فلسطيني.
يقول عضو الكنيست منصور عباس على صفحته في "فيسبوك" في العاشر من من هذا الشهر:" نقارن المنافسة الحزبيّة فيما بيننا بالمنافسات المحلّيّة والعالميّة، في أمريكا - على سبيل المثال- هناك تيّاران مركزيّان، جمهوريّون وديمقراطيّون، جميعهم أمريكان، يتنافسان ويتّفقان في نهاية المطاف على مصلحة أمريكا".


لا أدري كيف وصلت العبقرية بالدكتور عباس أن يشبه مجتمع أمريكا (انتخابياً) بالمجتمع العربي الفلسطيني في دولته إسرائيل. صحيح أن المجتمع الأمريكي يتكون من تيارين سياسيين (الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي) لكن هذين الحزبين يمثلان كافة أطياف المجتمع الأمريكي بينما "الموحدة والمشتركة" تياران يمثلان 21 بالمائة فقط من المجتمع الإسرائيلي. وصحيح أيضاً أن هذين التيارين الأمريكيين يعملان من أجل الأمريكيين، لكن الدولة الأمريكية لا يوجد فيها قانون قومية ولا تعتبر نفسها دولة فئة معينة من المواطنين الأمريكيين، كما هو الحال في دولتكم يا سعادة النائب عباس.


ثم يتحفنا عضو الكنيست عباس بقوله:" ان البرلمان هو ساحة يمكن أن تخدم فيها مجتمعك وهذا ما يجب أن يكون فيما بيننا كعرب في هذه البلاد، حيث نتنافس كأحزاب عربيّة، لكن نتّفق جميعًا على مصلحة المجتمع العربي". صدقت في الشطر الأول عن البرلمان. لكن إسرائيل لا يوجد فيها برلمان بل "كنيست" والفرق كبير بين الإثنين في التفسير الديني والسياسي. لأن كلمة برلمان تعني جمع كل المذاهب (إذا كان هناك تعددية طائفية) لكن كلمة "كنيست" فهي متوقفة على اليهود فقط.
وأنت صدقت أيضاً يا دكتور في قولك:" أن الأحزاب اليهوديّة في إسرائيل تتنافس بشراسة بين يمين ومركز ويسار وتقسيمات أخرى، ويتفّقون جميعهم على مصلحة المجتمع اليهودي، وبذات المنطق، يمكننا أيضًا كأحزاب عربيّة أن نُحدث توازنًا وتكاملًا سياسيًّا."


ولكن يا دكتور عباس فإن الأمر يختلف بالنسبة للقائمتين "المشنركة" و"الموحدة" لآنهما تتنافسان على كسب الصوت العربي لتحصيل أكبر عدد من المقاعد في الكنيست، ولا علاقة مباشرة أبداً بخدمة المجتمع العربي. هذه حقيقة واضحة يا دكتور، لكنكم تريدون إخفائها أو تزويرها. والدليل على ذلك لم يستطع كل أعضاء الكنيست العرب منذ دخولهم الكنيست التأثير على سياسة هذه الدولة في القضايا الرئيسية الهامة للمجتمع العربي، مما يعني أن وجودهم مثل عدمه فيما يتعلق بخدمة المواطن العربي.
والسؤال الأخير يا دكتور عباس: يا ريت تعطينا مثالاً واحدا على أنكم "رفعتم من شأن العرب في المعادلة السياسية الإسرائيلية"، رغم تصويت غالبية المواطنين العرب لكم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة