يمثل اللاجئون الفلسطينيون أكبر مجموعة لاجئين في العالم حاليا ، اذ يصل عددهم الى أكثر من خمسة ملايين حسب إحصائيات عام ١٩٩٨ ، ويعيش أكثر من ثلثهم خارج مناطق الضفةوالقدس وقطاع غزة والداخل المحتل ، منهم أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مسجلين في الأونروا ويقطنون في الضفة وقطاع غزة والاردن وسوريا ولبنان في تسع وخمسين مخيما بعضهم يعيش على بعد خطوات من بيوتهم التي هجروا منها بقوة السلاح دون ان يسمح لهم بالعودة اليها أو حتى دخولها .
من الجدير بالذكر بأن الاحصائيات تتفاوت حول عدد اللاجئين بسبب غموض التعريفات والمعايير التي تحدد من هو اللاجئ وذلك لانقاص حق اللاجئين في العودة ومحاولة تخلي العالم عن واجبه الذي يقضي بأن تقوم الاونروا بدورها بحق اللاجئين وتقديم ما يضمن لهم العيش بكرامة حتى يحين موعد عودتهم الذي لا بد ان يأتي آجلا أو عاجلا .
ومهما اختلفت الآراء حول ذلك فإن من الواضح ان غالبية الشعب الفلسطيني هم لاجئون لأن الشعب الفلسطيني بمجمله قد تكبد خسائر مادية يمكن على اساسها اعتباره لاجئا حتى لو كان يعيش داخل حدود وطنه .
ان قضية فلسطين تشكل احد أهم جوانب القضية الفلسطينية المعاصرة وهي ما يجمع عليها وعلى حق العودة جميع من يتعامل معها من فصائل وقوى وشعب واحرار في العالم وتشكل كواجب على المجتمع الدولي ان يفي بوعوده وأن يؤمن بأن عملية اقتلاع مئات الآلاف من الفلسطينيين من اراضيهم وتشتيتهم في عدة دول عربية واجنبية منذ عام ١٩٤٨ وإحضار بديلا لهم من شذاذ الآفاق ، ساهم في ابراز القضية الفلسطينية على المستوى السياسي والانساني وان عليه ان يعيد الأمور الى نصابها استنادا الى حقهم الطبيعي والى قرارات الشرعية الدولية واستمرار الشعب الفلسطيني بأن يقاوم بجميع اشكال المقاومة حتى يستعيد هذا الشعب حقه بالعودة وتعويضه عما ناله من خسائر مادية ومعنوية .
* د. نجيب القدومي - عضو المجلس الوطني الفلسطيني ، عضو لجنة اللاجئين في المجلس .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com