العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وتعرض البلدات والمدن الإسرائيلية إلى نحو ألف صاروخ، يفتح من جديد ملف الأمان والملاجئ والغرف المحصنة في البلدات والقرى العربية البدوية في النقب، حيث القرى مسلوبة الإعتراف بدون حماية مطلقا خلال فترة الحروب.
ويقول القائم بأعمال رئيس مجلس تل السبع، مصلح أبو عصا، في حديث لمراسل "كل العرب" إنّ "قضية النقص في الملاجئ تعم كافة البلدات والقرى في الجنوب، ونحن نعاني من هذا النقص في تل السبع في المدارس والبنى التحتية في البيوت التي تم تدشينها سابقا – في الحارات القديمة – حيث قضية الملاجئ لم تكن إجبارية كما هو اليوم. الجهات المختصة تعرف بهذا النقص، علما بأن تل السبع موجودة ضمن راديوس 40 كلم، ولكن للأسف الشديد لا يوجد أي تقدم".
ياسين الزبارقة - مهندس بمجلس كسيفة
أما ياسين الزبارقة، المهندس في مجلس كسيفة، فيقول إن "مؤسسات كسيفة جميعها مع ملاجئ بسبب قربها إلى مطار نفاطيم العسكري، وفي الحروب الأخيرة كانت هناك معاناة بكل ما يتعلق بالملاجئ، ولكن ضواحي البلدة – القرى غير المعترف بها – تعاني من عدم وجود ملاجئ بصورة تامة، ما يعرض حياة المواطنين للخطر".
وبالرغم من أن مراقب الدولة تطرق لهذه القضية بعد مصرع المواطن البدوي عودة الوج وإصابة عدد من المواطنين بينهم أطفال الضحية وطفلتين من عائلة الوقيلي، خلال ما أسمته الحكومة الإسرائيلية عملية "الجرف الصامد" عام 2014 - إلا أنّ الوضع لم يتغير في أوقات الأزمات والحروب، عدا الجهود المبذولة من إدارات عدد من السلطات المحلية في هذه القضية.
نايف أبو عرار رئيس مجلس عرعرة النقب
ويقول رئيس مجلس عرعرة النقب، نايف أبو عرار، إنّ بلدته جاهزة للحروب حيث البيوت يوجد فيها ملاجئ والمدارس والمؤسسات العامة تحتوي على ملاجئ، ويضيف: "الأمر أصعب في القرى غير المعترف بها، الذين لا يملكون ملجأ ولا حتى مبنى عادي يستطيعون الاحتماء داخله".
عثمان أبو عجاج - سلطة توطين البدو
عثمان أبو عجاج، مدير قسم المجتمع بسلطة توطين البدو، يقول: للأسف الشديد هذا الموضوع مهمّش في مجتمعنا البدوي، حيث يعاني الأطفال والنساء أيضا من اضطرابات نفسية ومخاوف في كل جولة حرب وخلال المواجهات، ويجب طرح هذه القضية على طاولة الحكومة وإيجاد حل سريع لهذه القضية التي تتعلق بحياة الناس".
الإهمال الحكومي ونقص التجهيزات للقرى والتجمعات السكانية العربية واضح للعيان، وتعرض النقب إلى وابل من القذائف الصاروخية في كل حرب مستقبلية، سيكون كارثيا بالنسبة للقرى مسلوبة الاعتراف، التي تسمى في قاموس الحكومة الإسرائيلية "المناطق المفتوحة" والتي لا يتم حتى التصدي للصواريخ التي تسقط عليها.
ويؤكد الناشطون أنّ حكومات إسرائيل المتعاقبة تميّز بصورة صارخة ضد المواطنين العرب في النقب، حيث توجد تجمعات وقرى عربية كبيرة بدون أية حماية تذكر، على طول شارع رقم 25 بين بئر السبع وديمونا، وعلى طول شارع رقم 31 بين مدينة رهط مرورا باللقية وحورة حتى منطقة عراد شرقا.