مع بداية كل موسم دراسي، يتوجه الآباء وأولياء الأمور إلى المكتبات لاقتناء الكتب واللوازم المدرسية التي يحتاجها أبناؤهم، كل حسب مستواه الدراسي، والمؤسسة التعليمية التي يدرس بها. لكن سرعان ما تتحول فرحة الآباء بانتقال أبنائهم إلى مستوى دراسي أعلى إلى حالة من التذمر بسبب القائمة “الطويلة” للوازم المدرسية المطلوبة. فإلى جانب الهاجس المادي الذي يؤرق الأسر، خصوصا مع تزامن الدخول المدرسي مع المناسبات والافراح، فضلا عن العطلة الصيفية.

وأضحى من الطبيعي أن تستمع، بمجرد ولوجك لأي مكتبة، للأحاديث الجانبية التي تدور بين الآباء بشأن أسعار الكتب المدرسية والتغير الحاصل على المنهاج الدراسي في كل عام والذي يستوجب شراء كتب جديدة بالإضافة العدد الكبير للمستلزمات المدرسية.

من جانبه يقول وسيم بدارنة ، اب لثلاثة أطفال :" ان تكلفة دخول الطالب الواحد الى المدرسة تتراوح ما بين 800 – 1000 شاقل ، هذا بالإضافة الى المستلزمات الأخرى كالملابس والاحذية ، هذه الأسعار من شانها ان تثقل كاهل العائلات العربية ".

وأضاف أنه يتم في الغالب تغيير المناهج الدراسية كل سنة، مما يحرم التلاميذ من إمكانية الاكتفاء بالكتب المستعملة "كما أن العديد من الأدوات المدرسية يمكن الاستغناء عنها باعتبارها غير ضرورية للعملية التعليمية، والتي تزيد من مصاريف الدخول المدرسي".

وفي حديث اخر مع عصام سليمان ، اب لاربعة طلاب قال :" ان تكلفة العودة الى المدارس تكلف مبالغ كبيرة تعادل نصف دخل الاسرة الشهري ، فتكلفة الكتب المدرسية والقرطاسية لوحدها تبلغ نحو 5000 شاقل ".

وأشار سليمان الى ان :" هنالك نوع من المبالغة بأسعار كتب معينة ، حيث يصل سعر الكراس الواحد نحو 75 شاقل والطالب بحاجة الى 3 او 4 كراريس في السنة ، بالطبع ما يزعجني في الموضوع ان المدرسة هي التي تقوم باختيار نوع الكتاب والمؤلف ، وكان بإمكانها ان تختار كتاب لمؤلف اخر بأسعار ارخص ".

اما الشاب شادي غنايم ، اب لطالب واحد :" في الحقيقة لأول مرة اخوض هذه التجربة واتطلع على أسعار الكتب والقرطاسية ، في الحقيقة الأسعار مرتفعة جداً بالنسبة لاب لديه طالب واحد في المدرسة فكم بالحري اذا كان رب العائلة لديه 3-4 طلاب ".

اما المحامي شادي غنطوس فيقول:" ان الزيادة في أسعار الكتب المدرسية من شانها ان تثقل كاهل أولياء أمور التلاميذ ، خاصة في ظب الظرفية الحالية التي تشهد ارتفاعا في اثمنة مواد معيشية أساسية أخرى ". كما وعبر غنطوس عن امتعاضه من سياسة تغيير الكتب والطبعات في كل عام حيث حمّل المسؤولية لدور النشر والمدارس والمسؤولين المعنيين في ارتفاع الأسعار وفي تبديل الطبعات وتجديدها في كل مرة للاستفادة من دون اجراء تعديلات تُذكر على الكتب او المنهج الدراسي ".

اما سامر زبيدات وهو مدير مكتبة النور في سخنين فيقول :" هنالك ارتفاع طفيف على أسعار الكتب المدرسية وهذا نابع من ارتفاع أسعار المواد الخام ، خصوصا أسعار الورق ، ولكن حسب اعتقادي بان أسعار غالبية الكتب في حدود المعقول باستثناء بعض الكراريس ".

وأضاف :" لا شك بان الأوضاع الاقتصادية تلقي بظلالها ، ويمكننا ان نشعر بها من خلال تعاملنا اليومي ، ولكنني اعتقد بان غالبية العائلات العربية غير مستقرة مادياً ليس بسبب الازمة المالية وانما بسبب سوء ادارة شؤونها المالية ، واهتمامها بالكماليات كرحل الاستجمام والافراح على حساب الاولويات كتجهيز اولادهم لدخول المدرسة ".