في ظل مايحدث هناك مؤشرات وإرهاصات تشير إلى تحولات وتقلبات قد تكون جوهرية في ترتيبات المنطقة بما يزيد النفوذ الأمريكي الإسرائيلي على حساب المقدرات العربية والإسلامية بما يذكرنا باتفاقية سايكس بيكو ومؤتمر كامبل مطلع القرن العشرين وفي سياق ذلك فإن هناك تطورات جديدة بشأن جهود إحياء الاتفاق النووي الموقع مع إيران في العام 2015، وذلك وسط تزايد التوقعات بقرب الإعلان عن اتفاق في هذا الشأن وفي ختام الجولة الجديدة لمفاوضات فيينا، أكد الاتحاد الأوروبي بصفته منسق المفاوضات استنفاد المفاوضات وقدم "نصًا نهائيًا" لكل من طهران وواشنطن، مع دعوتهما إلى الرد عليه بالموافقة أو الرفض، وردت إيران على النص بإرسال جملة تحفظات وتعديلات لترمي الكرة إلى الملعب الأميركي، وواشنطن أيضًا بدورها تؤكد أنها ما زالت تدرس التحفظات الإيرانية ولم ترد بعد، وفي ذات السياق قد شرعت (إسرائيل) بحملة ضغوط على الإدارة الأميركية في محاولة لمنعها من التوقيع على تفاهمات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران،وكذلك تحرك رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، إلى ألمانيا والولايات المتحدة للتأكيد على موقف (إسرائيل) بخصوص ضرورة إنهاء جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
حيث قال البيت الأبيض في بيان له إن الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف سولتس، ناقشوا جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015، وحيث ناقشوا المفاوضات الجارية بخصوص البرنامج النووي الإيراني، والحاجة إلى تعزيز دعم الشركاء في منطقة الشرق الأوسط كما ناقش الأطراف الجهود المشتركة لردع وتقييد أنشطة إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار.
وفي تغريده لغانتس:تحدث مع وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن، وتم مناقشة التنسيق بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والامريكية للعمل على القضاء على التموضع الإيراني في المنطقة والإجراءات المطلوبة امام طموحات ايران النووية، وقد تم الاتفاق على الاجتماع لمناقشة تعزيز التعاون الأمني بين البلدين وتوسيع الخطاب الاستراتيجي، فالمقصود بتصريحات غانتس أن هناك أهداف محتملة ستكون في المنطقة سواء كانت اغتيالات شخصيات بارزة للمقاومة أو ضربات في مناطق حساسة لاشعال المنطقة وتحقيق مآربها.
على ضوء ما تقدم فإن المنطقة حبلى بالمفاجآت ، ولا نتوقع ردودا سريعة تتناسب مع توقعات البعض ، فالساحة السياسية لها حسابات قد تأتي خلافا لحسابات الحقل والبيدر ، لأن مرحلة توازن المصالح التي برزت بعد إنتهاء الحرب الباردة التي كان شعارها توازن القوى لم تنته بعد ، فالمنطقة العربية ستبقى هي ساحات للصراع وتحقيق مآرب دول إقليمية ودولية على حساب مقدرات الشعوب العربية والإسلامية ، باستغلال الوجهة الطائفية كما هو حادث في العراق واليمن ودول عربية أخرى قد تكون مرشحة لخلق أزمات فيها ، وكما أسلفت فإن الأيام حبلى ستلد حقائق قد تكون في سياقات المحللين وكتاب الرأي فما يحدث في العراق يحدث في دول غيرها، وهذا يتطلب منا كقوى وفصائل فلسطينية أن ننهي الانقسام الفلسطيني الداخلي لنحمي قضيتنا الوطنية وشعبنا الفلسطيني في واقع التجزئة العربية والقطرية التي بات العرب فيها وسطاء بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي خاصة في ظل سيناريو قادم محتمل للمنطقة العربية.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com