عاموس عوز:
* إسرائيل لن تربح شيئاً من استمرار الهجمات على غزة
فسكان القطاع لن ينتفضوا على حماس
* من شأن عملية عسكرية برية أن تؤدي إلى التورط والغرق في المستنقع الغزي، الذي يُعدّ أسوأ كثيراً من المستنقع اللبناني
بدأت تعلو ووتزايد التصريحات بشأن الوضع في غزة، ومن بين تلك تصريح للكاتب الاسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" عاموس عوز والذي كتب اليوم في زاويته النقدية الخاصة بأن إسرائيل لن تربح شيئاً من استمرار الهجمات على غزة
فسكان القطاع لن ينتفضوا على "حماس"، ولن تقوم في غزة سلطة صديقة لإسرائيل، كما أنه من شأن عملية عسكرية برية أن تؤدي إلى التورط والغرق في المستنقع الغزي، الذي يُعدّ أسوأ كثيراً من المستنقع اللبناني
الكاتب عاموس عوز
صحيح أن "حماس" هي المسؤولة عن تدهور الأوضاع في غزة، فلولا قيامها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل لما كان هناك حاجة إلى عملية عسكرية، إلاّ إن هذه العملية العسكرية يجب أن تكون محددة في أهدافها
ليس لدى إسرائيل أي هدف إزاء غزة إلاّ أن تتوصل، في أقصى سرعة ممكنة، إلى اتفاق شامل وتام لوقف إطلاق النار، يكون مقروناً باستتباب الهدوء على حدودنا
ويمكن التوصل إلى اتفاق كهذا في مقابل تخفيف الحصار المفروض على غزة
يجب أن تنتهي العملية العسكرية في غزة من دون اجتياح بريّ أيضاً، لكن مع وقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية
المعلق السياسي عوفر شيلح
في حين كتب المعلق السياسي والعسكري عوفر شيلح في معريف مقالة بعنوان: عملية عسكرية أخرى تفتقر إلى استراتيجيات واضحة بشأن الهدف النهائي
وجاء فيها إن التطورات المرتبطة بـ "اقتراح الهدنة" الفرنسي يوم أمس، تدل في المرتبة الأولى على أن إسرائيل شنت عملية "الرصاص المسبوك" على غزة من دون استراتيجيات واضحة بشأن الهدف النهائي، الذي ترغب في تحقيقه، ومن دون تفكير مدروس بشأن الآليات التي سيتم تفعيلها من أجل إنهاء العملية العسكرية في الوقت الصحيح والأوضاع المثالية
لقد أديرت هذه العملية على المستوى السياسي، يوماً بعد يوم، ومن دون أي تفكير
فقد أمر رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، بعدم استعمال تعبير "آلية إنهاء"، وبناء على ذلك، فإن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، تحادثت مع العالم كله، لكن من دون تفويض للتباحث في شأن آلية كهذه
كما أن وزير الدفاع، إيهود باراك، صادق على خطط عسكرية متدحرجة، غير أنه لم يتولَّ قيادة عملية شاملة تنطوي على قرار بشأن الهدف الذي نرغب في تحقيقه فعلاً
وهكذا فقد ظهر، على المستوى العملي، أن إسرائيل ترغب في أن توقف "حماس" إطلاق الصواريخ، وأن تكف عن التسلح لفترة طويلة، لكنها لا تملك آلية تضمن لها تحقيق ذلك
بناء على ذلك، فقد بدت المؤسسة الإسرائيلية الأمنية كما لو أنها تتخبط إزاء الاقتراح الفرنسي، وهي التي لم يعد سراً أنها كانت تخشى شن عملية عسكرية برية في غزة بسبب شكوكها في فائدتها البعيدة المدى
كما سمعنا أن أولمرت يعارض هدنة محدودة، وأن وزراء آخرين غاضبون بسبب عدم إدراج الموضوع في جدول أعمال المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية
ومرة أخرى يتم الكشف أن القيادة الإسرائيلية لم تتخذ أي قرار بشأن الوجهة التي يتعين أن تسير فيها