أربعة أحداث على الصعيد الأوروبي في غاية الأهمية تتعلق بالفلسطينيين شهدناها في يوم واحد وهو يوم الأربعاء 13 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، الذي يمكن اعتباره اليوم الفلسطيني في الاتحاد الأوروبي. الحدث الأول تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ والتي أيدت فيها فرض عقوبات على المتطرفين من المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، ولم تكتف زعيمة المفوضية الاوربية بدعمها لفرض العقوبات فقط، بل وأدانت بلهجة شديدة تصاعد أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون بحق فلسطينيي الضفة الغربية والتي اعتبرتها السياسية الاوربية تهديداً لاستقرار المنطقة.
فقد ذكرت فون دير لاين، ان " تصاعد أعمال العنف الذي يمارسه المتطرفون من المستوطنين يتسبب بمعاناة هائلة للفلسطينيين مما يعرّض احتمالات سلام دائم للخطر ويمكن أن يفاقم عدم الاستقرار الإقليمي، ولهذا السبب أنا أؤيد فرض عقوبات على الأشخاص الضالعين في الهجمات في الضفة الغربية".
رئيسة المفوضية الأوروبية لم تكن هي المبادرة لهذه التصريحات، بل تجرأت على قولها بعد ان صرح
منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه سيقدّم اقتراحا لفرض عقوبات على متطرفين من مستوطني الضفة الغربية، وعقب إعلان الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها سترفض منح تأشيرات لمستوطنين يقفون خلف موجة العنف في الضفة الغربية.
ومع الاحترام والشكر لخطوة رئيسة المفوضية الأوروبية ولمنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لكننا نستغرب استخدام كلمة "المتطرفين" من المستوطنين. وهل يوجد يا سادة مستوطنون غير متطرفين؟ كلهم يسيرون في نفس النهج وكلهم مسيرّون من بن غفير وسموتريتش. على كل حال سننتظر إذا كان اقتراح فرض العقوبات سيلاقي موافقة الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، لوجود انقسامات بينهم حول هذا الموضوع.
الحدث الثاني، الذي شهده نفس اليوم تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في الجلسة العامة لمجلس الفيدرالية الروسي، بأن بلاده لن توافق على تسوية في الشرق الأوسط تضر بأمن إسرائيل ولا تشمل إنشاء دولة فلسطينية، هذا الموقف يتلاقى تماماً مع الموقف الأمريكي الذي يدافع عن ضمان أمن إسرائيل وينادي بحل الدولتين الذي يؤيده الاتحاد الأوروبي أيضاً.
ولكن ما هي وجهة النظر الروسية لحل المشكلة الفلسطينية نهائياً؟ يقول لافروف: "تنظيم مؤتمر دولي بمشاركة إلزامية من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي".
أما الحدث الثالث فقد أتى من الفاتيكان. البابا فرنسيس مصرّ على موقفه من ضرورة وقف الحرب. بابا الفاتيكان الزعيم الروحي لأكثر من 1.35 مليار كاثوليكي قال: "أجدد ندائي من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، لتنتهي هذه المعاناة الكبيرة للإسرائيليين والفلسطينيين".
ويبقى علينا الحديث عن الحدث الرابع القادم من المانيا. الحكومة الألمانية أعلنت عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات الإضافية لدعم قطاع غزة حيث ستقوم قبل عيد الميلاد بتسيير عدة رحلات إغاثة جوية، تشمل مساعدات منوعة.
وأخيراً...
من الضروري الاشارة الى أن أسوأ الناس هم الجبناء والمترددون والانتهازيون الذين لا يؤمنون بشجاعة ولا بموقف مروءة وشهامة