أسير في طريقٍ رصيفِهُ مُطرَّزٌ
بالصفصاف والورد والضياءْ..
أستَدِّلُ أنها مرَّت من هنا
لأنها، أينما سارت،
بسحر حسنها تزيّن المكانْ..
هي التي عندما يزورها نيسانْ،
تلقي على الحقول حلةً
محبوكةً من شقائق النعمانِ
والنرجس البري والأقحوانْ..
وعندما يأتي المساءْ
هي التي تنثر النجوم في السماء..
وفي الصباح تنسج المناديل
من خيوط الشمسِ
ثم تهديها إلى الأرض موزعةً
بين القطبينِ وخطِّ الاستواءْ..
حين تغيبُ
لا تغنّي العنادلُ، آهِ
ليتها لا تلوذ بالبكاءْ..
هي امرأة!
لا تقول الكثيرَ عن ذاتها،
لكننا نعلم علم اليقينْ
أنها لو لم تكن
لاستحال الوجود إلى فناءْ..
هي امرأة..
هي التي تبثُّ الحياةَ
في شرايين البقاء..
هي التي تزرع الفِطنةَ
في عقول الأذكياء..
لولاها لما تغنّى بسِحرها
الهواةُ والشعراءْ..
هي التي البست الأرضَ
حُلة خضراءْ..
هي الخصابْ
لو لم تكن
لكانت الأرضُ كلها جرداءَ
وما كانت السماءُ زرقاءْ..
لولاها لما أقام الناس عرساً
ولا سمعوا العزف والغناء..
هي امرأة..
هي التي جعلت تجمعاتنا في القاعات
والساحات مفعمةَ بالحياةْ
شكراً لها على دورها الناظمْ؛
لولاها لما قامت أممٌ
ولا تعلمت الأجيالُ العلومَ
والأخلاقَ والشِيمْ..
لها بنى الملوكُ قصوراً
تناطح السماءْ..
هي امرأةْ؛
شكراً لها..
هي التي علمتنا أن الطعام وحده
لا يحقق الشبعْ
وأن المال وحدهُ
لا يحقق السعادةْ
وأن أخطر الأعداء الجشع
وتلوث الجو من أجل المال
ضرَّ وما نفع..
لو لم تكنْ
لما رُزقنا ببنتٍ ولا ولدْ..
هي التي علمتنا الصبر والجلدْ..
هي التي توحد بيننا
وتجعل منا جميعاً
عائلةً واحدةً
تعيش رغيدةً
في حض البلد..
يوسف حمدان - نيويورك
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد:
مجموعة تلجرام >>
t.me/alarabemergency
للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >>
bit.ly/3AG8ibK
تابع كل العرب عبر انستجرام >>
t.me/alarabemergency