تحليل عسكري رائع لقناة الجزيرة ننصح بمشاهدته- تناول التحليل المهني، العديد من الموضوعات العسكرية ذات الصلة بمعركة طوفان الأقصى والحرب المستمرة على قطاع غزة، كان أهمها:
- معايير قياس النصر والهزيمة المعتمدة لدى الأكاديمية العسكرية الأمريكية، وهذه بعض منها:
1- شفافية ساحة المعركة، وهي قدرة الجيوش على جمع معلومات استخباراتية لهندسة المعركة وفقها.
2 - قدرة الجيوش على تدمير القدرة النارية للخصم، لإبعاد الخطر عن القوات المهاجمة والمتقدمة والتجمعات السكنية البعيدة عن ساحة القتال.
3 - حاجة الجيوش لمراكز قيادة ميدانية لإدارة العمليات والتنسيق، والإبقاء عليها خارج إطار الاستهداف، بإعتماد مراكز قيادة صغيرة يمكن نقلها عند الحاجة.
- نقاط الفشل الصهيوني في هذه الحرب، وفق الورقة البحثية العسكرية الصادرة عن الجيش الأمريكي:
1 - انهيار نظرية الحدود الآمنة.
2 - تهاوي صورة الجيش كقوة رادعة.
3 - غياب خطة عسكرية مفصلة وشاملة، وقادرة على التكيف مع التغيرات الميدانية.
4 - هشاشة المجتمع في عدم قدرته على تحمل حالة الحرب الطويلة .
5 - غياب زعامات سياسية قادرة على إدارة الأزمات.
من وجهة نظرنا، فإن أحد أهم أسرار نجاح عملية طوفان الأقصى، والتي ساهمت في تحقيق المفأجاة الاستراتيجية التي سعت لها هيئة أركان القسام لتنفيذها في عمل تعرضي ضخم في السابع من اكتوبر؛ هو ما يعرف بنظرية الحرب غير المتكافئة ..
والذي هو نمط من أنماط العمل التي أجبرت عليه الدول والجيوش الكلاسيكية، صاغرة غير راغبة فيه، فيما يرغبه قادة الجيوش الكلاسيكية، هو مواجهة عدو معروف المعالم، لديه عنوان واضح وتشكيل وتنظيم قتالي معلوم، يلعب بنفس بقواعد لعبه، فيواجهنه ضمن قواعد وأصول عمل مرعية التطبيق، فيقرأ كل منهما الآخر ويتوقع كل منهما الحركة المستقبلية للآخر..
لكن المفاجأة كانت عندما دخل الى ساحة العمل العسكري والفعل القتالي، أناس لم يتخرجوا من كليات عسكرية نظامية، ولا يحكم فعلهم الميداني قرار سياسي مرتبط بالدوائر الدولية أو الاقليمية او المحلية وهم من باتوا يعرفون بالاعبين غير الدولتين، فأفعالهم غير المتوقعة، وحركاتهم المستقبلية غير مستشرفة، وفي الفعل غير منضبطين، فخلطوا بفعلهم هذا بين اوراق نظرائهم العسكريين النظاميين، فلديهم النظاميين من أدوات قياس واستشعار لا تصلح مع هؤلاء اللاعبين ( الصغار )".