ما حييت تأقلمت في مجتمعنا على كلمة الديمقراطية التي كان لها الصدى الأيجابي بمفهومها السليم الصحيح، وكنا نعرف بأن تلك الكلمة هي المقياس القويم لصالح المجتمع المتنور الذي يؤمن بالأنفتاح والتطور الفكري ، منذ قيام دولة أسرائيل تعلمنا في المدرسة والكلية والجامعة عن تلك الديمقراطية الثابتة التي لا يتغير معناها رغم كل الظروف القاسية التي تحل على الدولة بالمفاهيم والمصطلحات السياسية والاجتماعية والحزبية والاقتصادية ، وهكذا أضحى لكلمة الديمقراطية معنى العلياء حين لا تتعدى على الغير وتحافظ على حياة الأنسان حفاظا على السلامة والكرامة والعلياء
لقد تعايشت في الحقيقة ردح من الزمن مع دولة إسرائيل وقوانينها وتشريعاتها منذ العام ١٩٤٨ حتى يومنا هذا وتعلمنا الكثير عن تلك القوانين التي تتمتع بالقراءات الثلاث وسنها خدمة للمواطن ورفعة لشأنه وحفاظا على أنسانيته وحياته وأستمرارها في مسيرة التربية المجتمعية والبيتية والمدرسية إلى حين الوصول لأعلى المراتب، ولكن بينما كنا نستمتع في تلك الديمقراطية بدأنا نلاحظ أن هنالك قوانين تسن ضد الانسانية والديمقراطية التي غرست في عقولنا وأفكارنا ايجابيات منعدمه، فعلى ما يبدو تتغير الديمقراطية في العالم الحر إلى ديكتاتورية وقت الحاجة في السيطرة على ممتلكات الغير والتوسع يكون المنظار الأول من أجل هذا المضمار الرهيب ، ولو على حساب الغير من المواطنين، ومع هذا النهج الجماعي ، ومع اعتلاء كل حكومة ، بدأت أستشعر المتغيرات وفق الحدث البائن والقائمين عليه والمجير لصالح فئة على فئة أخرى ولو بسن قوانين عنصرية لا تخدم الا طرف واحد
!! ومع ذلك تحملت ذلك انا وغيري من المواطنين، ولربما مستقبلا يحدث التغيير المنشود ، ولكن للقصة سطوروشهود عيان تؤكد أن الانحراف السلبي يزداد يوما بعد يوم، إلى أن وصل الأمر بعدما تبدلت تلك الديمقراطية بالديكتاتورية مع مسمى (كم الافواه)
ولو كنت انت صادقا فلا بد وأن تصمت والا
!! وهذا كان متمثلا في سياسات فرضت على الاقلية العربية كما يسمونها في مجالات الأرض والمسكن وتوسيع مناطق النفوذ ومصادرة المساحات الكبيرة من الدونمات الزراعية واراض البناء معا، واي اعتراض لا يفيد بقدر ماهو ضار ومشين للمواطن العربي المظلوم
!
ومع أستمرار وتزايد هذا الأسى الحاصل في مجتمعنا العربي، أضحت الديمقراطية عنوانا للعنف والقتل في مجتمعنا العربي المسكين ، وليس هناك من هو قادر على ايقافها أو منعها، يوميا تغتال شخصيات
أو تصاب بالرصاص، أو تقتل دون وازع أو رادع
، فهل تلك هي الديمقراطية التي لا تأبى أو تخاف علاج ذاتها حماية ورحمة بالمواطن المسكين في الوسط العربي تحديدا
!! ولماذا تخاف الديمقراطية من الديكتاتورية صامتة بلا حراك؟؟!،
ومن يترأسها غير قادر على ردعها، ولربما يراد له بها كما حالها وحربها المميتة وتحديدا في وسطنا العربي
!
أليس هذا من أمر عجيب غريب
؟!
وهل فعلا نحن نعيش في دولة أنظمه ديمقراطية والفلتان فيها دون إيقاف
أو علاج
!! لا بد أن نكتب ونلمح ولو بالقليل عن النهج الحاصل بعد الحرب على غزة، فقد أصبحت مكانتنا الديمقراطية في خبر كان بعدما صودرت حريتنا في القول السليم والصحيح جريمه في نظرهم، لأن الصحيح صار الخطأ كما مصطلح الديمقراطية والديكتاتورية، ولا بد لنا كمواطنين أن نختار ما بينهما وهو عنواننا الحالي الصمت الرهيب
!!
هل انتصرت الديكتاتورية الخجلة على الديمقراطية الرعناء
؟!