لا شك ان حالة من الخوف والرعب ، والذعر والهلع والقلق والارتباك سادت بلادنا ليلة الامس ، وحالة من الاستنفار لكل الاذرع العسكرية والامنية والاستخباراتية وايضا التأهب التام للجبهة الداخلية حيث غطت الطائرات سماء البلاد، وانطلقت الصواريخ لتصل الى العمق لقلب تل ابيب وللنقب في الجنوب حتى ايلات ودوت صافرات الانذار في كل مكان لتزدحم الملاجئ بالسكان هروبا وخوفا. ساعات طويلة مرّت وكانت مواجهات باحدث ترسانة حربية سواء من هنا أو من هناك .
باعتراف من الناطق العسكري الاسرائيلي دنيئيل هجاري تم ضرب اهداف اسرائيلية ومنشئات عسكرية .
والشيئ بالشيئ يذكر كانت ليلة هادئة هناك في الشق الثاني للوطن في غزة اذ خلت سماؤها من الطائرات ومن المسيرات وتوقف القصف والدمار والقتل تمامًا ، فكانت استراحة محارب وفرصة لتنفس الصعداء.
وهنا تطل علينا صباح اليوم وجوه غريبة ونسمع أصوات نشاز لتنشر وتبث ثقافة لا محل لها ولا تسمن وتغني من جوع !! إنها ثقافة الردح فيصفون كل ما حصل ليلة الامس بمسرحية او تمثيلية !!!.
فجاء الرد من من هم تحت النار من أهل غزة وهم أصحاب الشأن أكثر منا فقالوا: اذا كان كل ذلك مسرحيةفنعم المسرحية ويا اهلا وسهلا بهيك مسرحية وليكن المزيد من هذه المسرحيات.
وقالوا أيضا وهم يخاطبون أصحاب ثقافة الردح والرداحون قولوا لزعمائكم ان يأتونا بمثل هذه المسرحيات التي جعلت غيرنا ينامون في الملاجئ ونحن نعمنا بليلة واحدة هادئة ، وعندها سنصدق مسرحيتكم قبل مسرحيتهم.
إن كل هذه التصريحات والردود والتعليقات التي غمرت وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة هنا في مجتمعنا العربي ما هي الّا في سياق الردح لا أكثر.
عندما يكون الرد غير منطقي وغير سياسي وفيه مبالغة يعتبر كل ذلك مجرد أسلوب مبتذل وطريقة غير مقبولة لان الهدف هو الهروب من الحقيقة أو من أي استحقاق وطني وعدم انحيازيته لقضيته ولابناء شعبه. الردح هو أسلوب اعوج المراد منه المناكفات سواء حزبية او دينية وان كانت مغلفة بايديولوجيات زائفة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة .