لقد تم الصلح بين عائلتي حسين شحاده بعون الله في ديرحنا هذا اليوم في أول أيام ذي الحجة المبارك بعد قتل شابين رحمهما الله وجرح آخرين وطويت الصفحة السواء بينهم وسوف تفتح صفحة بيضاء جديده بينهم ان شاء الله.
اذن تعالوا نتعظ ونتعلم الدرس مما حصل في قرية ديرحنا بأن كل صراع دامي نهايته صلح بين المتخاصمين، فإذا كان الامر هكذا فلماذا لا نتبنى هذا النهج ونصطلح منذ بداية حدوث المشكلة ونحلها بدون عنف؟ لماذا هذه العنتريات الزائفة ونقتل بعضنا البعض بالسلاح المهرب وبعدها نصطلح؟ لماذا لا نوفر على بعضنا البعض كل هذه الخسائر بالأرواح والاضرار والمعاناة ونصطلح قبل ان تتفاقم المشكلة ونخسر الكثير؟؟؟ فاتعظوا يا أولي اللباب!!!
وحتى لا تتكرر مأساة دير جنا في بلداتنا الأخرى نطلب من الإباء والأمهات الكرام ان يربوا اولادهم التربية الصالحة ونقول لهم:
ازرعوا مكارم الأخلاق في نفوس أولادهم منذ الصغر، ازرعوا فيهم القيم والآداب والاحترام والعادات الاصيلة والصفات الانسانية والشهامة والنخوة والمروءة، علموهم ان حياة الانسان مقدسة وهي من صنع الله ومن يعتدي عليها فكأنه اعتدى على ملك الله وسيلقى عذابا شديدا .
إذا تخلق أولادكم بالأخلاق الحسنة وتربوا عليها , ضمنتم نجاحهم ونهجهم الايجابي في الحياة، و سيفوزون برضى الله وحب عباده، وينالون الرفعة والمكانة المحترمة في المجتمع , وتضمنون ابتعادهم عن استعمال المخدرات والمشروبات الكحولية والجريمة، والابتعاد عن العنف والفساد والرذيلة وبذاءة اللسان واحترام حسن الجوار , واحترام الصغير قبل الكبير، والابتعاد عن التعصب العائلي، والسير في الطريق المستقيم، فهناك اهميه كبيرة للأخلاق في حياة البشر، والإنسان بدون اخلاق، كالسيارة بلا وقود او كالمزهرية بدون ورود.
النبي محمد صل الله عليه وسلم قال : " إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وقال: "أنا وصاحب الاخلاق هكذا في الجنة"، وقال أيضا: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا "فالدين بدون أخلاق لا يزكي صاحبه بأي صفات أو مكانه لا في الدنيا ولا في الآخرة.
فالإنسان صاحب الاخلاق الحميدة لا يغش ولا يكذب ولا يسرق ولا يرتكب الفواحش ما ظهر منها وما بطن , ولا يعتدي على غيره ويكون انسانا واعيا وإنسانا صالحا نافعا لنفسه ولمجتمعه , فالأمم التي أصيبت بأخلاقها ذهبت وانقرضت، أحسنوا تربية أولادكم لنرتقي بمجتمعنا الى الامام.
صدق الشاعر أحمد شوقي حين قال: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هُمُوُ ذهبــت أخلاقهم ذهبوا.