ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك، مناسبة تعم فيه مشاعر الفرحة والاحتفالات العائلية والعامة، والتي لا تخلو من التحديّات المالية، خاصة في هذه الأيام الصعبة التي يمر بها مجتمعنا العربي. فما نلبث أن نلتقط أنفاسنا من أعباء الاعراس وحفلات التخرج المدرسية، يحل علينا عيد الأضحى مباركا، فنضطر إلى إنفاق المبالغ الكبيرة على الولائم والملابس الجديدة والرحلات الترفيهية.
سبحان الله، كلما اقتربت الاعياد، ازدادت أسعار المواد الاستهلاكية، ولا سيما المواد ذات الصلة في الأعياد: كاللحوم، المكسرات، الألبسة ولوازم العيد من الحلويات، وغيرها من الحاجيات، ويحدث ذلك على الغالب، في الأعياد والمناسبات الدينية، الشيء الذي يثقل على العائلات في المصاريف، مع قلة الدخل، بسبب توقف حركة العمل خلال الحرب، وبشكل خاص عند العمال واصحاب الدخل المحدود، الذين يعانون من ضغوط الحياة المستمرة طيلة أيام السنة.
ان استغلال البعض المناسبات والاعياد لرفع الأسعار، أمر مرفوض وسلبي، ويقوم به أصحاب النفوس الضعيفة من التجار، الذين يحملهم الجشع والطمع، على جني أضعاف مضاعفة من الأرباح.
يمكن القول ان الرأفة والأمانة والربح الحلال من أعظم أخلاق التاجر المسلم، فقد ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء" (رواه الترمذي وقال حـديـث حـسـن. سنن الترمذي 3/515. وفيه ضعف منجبر كما قال العلامة الألباني في غاية المرام ص 124). وعن رفاعة رضي الله عنه أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فرأى الناس يتبايعـون فقال: "يا معشر التجار فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه، فقال: إن التجار يـبـعثون يوم القيامة فجارًا إلا من اتقى الله وبرَّ وصدق" (رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. سنن الترمذي 3/516)، وغير ذلك من الأحاديث.
في الملخص أقول لنفسي ولنا جميعاً: رحمة في الناس.