العنف الدامي المستشري في مجتمعنا أكثر من عشر سنوات , يقوم بارتكابه قله من أبنائنا الذين فشلنا بتربيتهم الذين يعيثون العنف والفساد في المجتمع، وعلينا بذل كل الجهود من اجل مخاطبتهم والجلوس معهم لثنيهم عن تصرفاتهم الاجرامية وحثهم الرجوع الى حضن مجتمعهم لأننا نريد لهم كل الخير والعودة الى الحياة الطبيعية بدون بقائهم في مستنقع الجريمة وتعرض حياتهم للخطر.
لا يكفي ان نكتب مقالات ونعمل مؤتمرات ومظاهرات ضد العنف, فكل هذا لن يجدي نفعا اذا لم نتكلم ونتحدث مع هؤلاء الأبناء بمساعدة أهلهم وابناء حمولتهم من اجل معالجتهم وابعادهم عن طريق الشر, فلا يحك جلدك الا ظفرك , وللأسف مجتمعنا يتفرج على ما يحدث وعاجز عن إيجاد الحلول وعمل أي شيء لعلاج هذه الظاهرة الخطيرة والحد منها فلا يمر اسبوع دون إطلاق نار وقتل في الشارع والمسجد وفي كل مكان ناهيك عن الشجارات العائلية المقيتة . والسؤال الكبير الذي يجب ان يسأل كل واحد منا نفسه , لماذا وصل هؤلاء الأبناء الى ارتكاب هذه الجرائم والانحراف الخطير في سلوكياتهم ؟ هل اختفاء الوازع الديني والضمير الإنساني هو السبب ؟ هل اهمال التربية الأسرية وضعف دور المدرسة التربوي هو السبب ؟ هل التسرب من المدرسة مبكرا دون إيجاد أطر تربوية بديلة للمدرسة هو السبب ؟ هل تعثر وفشل الآباء بنقل الموروث الحضاري من قيم وأخلاق وعادات وشهامة ونخوة وعزة نفس وكرامة إلى أبنائهم هو السبب ؟ هل تأثر شبابنا بالثورة التكنولوجية والعولمة وتبنوا واقتبسوا قشور الحضارات الاخرى بدل قيمهم فضاعوا وضلوا الطريق هو السبب ؟ هل تأثر شبابنا بما يرون من افلام عنف في محطات التلفاز الهابطه أو ما يرون من قتل في الحرب هو السبب ؟ هل غياب الشرطة و تقاعسها عن تطبيق القانون وعدم وجود رادع عقابي دفع الفرد أخذ حقه بيده وشجع ارتكاب الجرائم ؟ هل انتشار تجارة المخدرات والسلاح غير المرخص هو السبب ؟ هل الفقر والبطالة عند الشباب جعلهم يبحثون عن الربح السهل والاتجار بالمخدرات والسلاح غير المرخص هو السبب ؟ هل الفقر والعوز جعل البعض يتجه نحو اخذ قروض من السوق السوداء و عجزهم عن سدادها سبب بارتكاب الجرائم ضدهم ؟ هل مؤسسات السلطات المحلية قصرت بالقيام بدورها التربوي والعلاجي لهؤلاء الأبناء ؟ ام كل الاسباب مجتمعة أنفا هي السبب وراء انتشار العنف والقتل في مجتمعنا ؟
علينا ان لا نهمل علاج هذه الظاهرة الخطيرة جدا لأنها تشكل خطرا على كل مواطن , وعلينا ان نواجهها بكل شجاعة ومسؤولية ,وعلى كل سلطة محلية وضع خطه آنية بإقامة لجان شعبية للحد من العنف والجريمة بالتعاون مع لجان إفشاء السلام , وأهيب بالذراع الاجتماعية والتربوية للسلطات المحلية بوضع خطه لعلاج العنف والجريمة للأمد البعيد ,لان الأوضاع تتفاقم يوما بعد يوم ولا تنتظر التأجيل ,فإذا نحن لم نعالج مشاكلنا فلن يعلجها لنا احد ولن تعالجها الشرطة التي هي جزء من المشكلة , فبقاء الوضع بدون حلول وعلاج سوف تنقلب حياة كل مواطن الى جحيم. وارجو الاطلاع على الرسالة التي أرسلتها الى السيد مازن غنايم بصفته رئيس السلطات المحلية التي تضمنت خطه لتقليص العنف في مجتمعنا العربي.