يجب ان تعلموا أطفالكم منذ نعومة أظفارهم على حب بلدهم ومجتمعهم كي يشعروا أن هناك انتماء وعلاقة وطيدة تربطهم ببلدهم التي ينشؤون و ينمون ويكبرون على أرضها. فبلدهم هي الحصن المنيع والسور الواقي لهم ولأبناء عائلاتهم ولكل فرد يسكن على أرضها , فلحم أكتافهم من خيرات ارض بلدهم من زيتونها وتينها وصبرها وزعترها أفلا تستحق ان يحافظوا عليها كبؤبؤ عيونهم .فاذا احب الفرد بلده احب اهلها بكل أطيافها , وسوف يحافظ عليها من كل سوء ومن الفتن والفساد ومن كل اذى وشر وعنف , ليعيش جميع سكان بلدة بسلام ووئام ومحبة واحترام تمشيا مع قيمنا وعاداتنا الاصيلة بعيدا عن التعصب والفئوية واضعين نصب أعينهم مصلحة بلدهم العليا والحفاظ عليها بكل إخلاص ووفاء والدفاع عن امنها الاجتماعي والسلم الأهلي بكل شهامة .
وعلى سلطاتنا المحلية التي تعتبر دويلة صغيرة داخل اطار الدولة الكبيرة ان تهتم بشؤون بلدها بكل نواحي الحياة وتحميها من كل شر بكل الوسائل , وأن تهتم بواسطة أذرعها التربوية والاجتماعية بالتربية والتعليم وإعداد أبنائها الإعداد الجيد بالاشتراك مع الآباء والأمهات، حيث يعلموا أبناءهم حب بلدهم ومجتمعهم ، وأن يغرسوا في نفوسهم وقلوبهم القيم والمبادئ التي عليهم اتباعها وتذويتها . مسقط رأسهم هو أرض الإباء والأجداد وسيكون من بعدهم أرض الأحفاد، فهو ذاكرتنا وهويتنا، ولأنه أجمل واقدس بقاع الأرض في عيوننا وفكرنا ، فحب بلدنا ومجتمعنا هو غريزة والدفاع عنه فرض على كل فرد قادر أخلاقيا ودينيا، لأن الدفاع عن مسقط الرأس هو دفاع عن الإنسان وعن هويته، والدفاع عنه هو الدفاع عن المجتمع الذي تربى الانسان فيه .
ولبناء بلداتنا ومجتمعنا ، لابد من بناء لبناته الأساسية بناء سليما وصحيحا ، واللبنة الأساسية والمهمة لبناء كل مجتمع هي الأسرة، فإذا كان بناء الأسرة سليما سيكون المجتمع سليما .
حب بلدنا ومجتمعنا ليس شعارات ترفع ، بل هو تطبيق وسلوك وعمل، فحب البلد والمجتمع الذي تعيش فيه هو عقيدة ومبدأ يجب غرسها في نفوس أبنائنا واجيالنا منذ نعومة أظفارهم .
الاستثمار الحقيقي في المجتمع يكون ببناء الإنسان تعليميا وثقافيا وفكريا وأخلاقيا ، فالإنسان هو أول الأساس في أي خطة للبناء في بلداتنا وقرانا , والمثل يقول : " بناء الإنسان مقدم على بناء العمران " فهو أساس التقدم، وهو عمود الرقي والتحضر وهو الذي يمنع الجريمة والفساد في مجتمعه .