لو راجعنا تاريخ المنطقة منذ مطلع القرن التاسع عشر ولغاية اليوم لوحدنا ان بريطانيا هي سبب بلاء الامة. حتى تسمية المنطقة بمصطلح " الشرق الاوسط" يعود استخدامه للأميرال البحري البريطاني (الفريد ماهان ) عام 1902 صاحب نظرية القوة البحرية في التاريخ، وذلك في مقال لهصدر في أيلول/ سبتمبر من ذلك العامفي لندن بعنوان" الخليج الفارسي والعلاقات. وفي العام نفسه نشرت جريدة "التايمز" البريطانية سلسلة مقالات من تشرين الأول/ أكتوبر 1902 حتى نيسان /أبريل 1903 بعنوان" المسألة الشرق الأوسطية"، وتتالى استخدام التعبير في هذه الفترة فصدر كتاب "هاملتون" بعنوان "مشاكل الشرق الأوسط" في لندن عام 1909 .
في الألوان يقولون: لون فاتح ولون قاتم. وانا أقول ان تاريخ بريطانيا مع العرب وقضاياهم يمكن اعتباره "اسوداً قاتما". وهل ننسى معاهدة (مؤامرة) البريطاني سايكس مع نظيره الفرنسي بيكو التي قسمت المنطقة العربية الى مناطق نفوذ ؟ تعالوا نراجع التاريخ والتاريخ طبعا لا يكذب:
منذ 107 سنوات تتآمر علينا بريطانيا كعرب. في العام 1917 كان لبريطانيا وزير خارجية اسمه آرثر بلفور وهو اسم لا يمكن ان يمحى من الذاكرة الفلسطينية، لانه وعد اليهود بتقديم فلسطين وطنا قوميا لهم في 2/11/1917، وهل ننسى وزير المستعمرات البريطانية ونستون تشرشل، الذي وفر كل الفرص للصهيونية للتملك في فلسطين؟
وإذا تعمقنا في التاريخ الأسود لبريطانيا نجد اسم رئيس الحكومة البريطانية أنطوني إيدن الذي كان اساس العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956 بعد ان امم جمال عبد الناصر قناة السويس في 26/7/1956.ونجد أيضا سم رئيسة حكومة بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر التي كما يقول التاريخ هي الي حرضت الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش الاب على شن عدوان دولي ضد العراق وتدمير جيشه عام 1991 بمشاركة مصر مبارك وسورية الأسد. وفي ذاكرتنا أيضا مشاركة البريطاني طوني بلير في العدوان الاميركي على العراق الذي انهى دولة العراق منذ العام 2003.
اما رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الهندي الأصل والبوذي الديانة الذي يعتبر اول رئيس حكومة بريطاني من المهاجرين حيث تولى هذا المنصب في خريف عام 2022 عن حزب المحافظين، فقد تعمق في غيه وعدوانيته ضد الشعب الفلسطيني. ويرى الكثير من البريطانيين ان الشعب البريطاني عاقبه بسبب حقده على الفلسطينيين، فعمل على اسقاطه ضمن مجموعة عوامل منها عنصريته ضد الشعب الفلسطيني.. وسقط سقوطا مدويا في الانتخابات الأخيرة وابعد عن الحكم.
واخيراً... منذ بداية الحرب على غزة في الثامن من أكتوبر الماضي، لم تجرؤ أيّ دولةٍ عربيّةٍ مُطبّعةٍ على سحب سفيرها من إسرائيل أوْ حتى التلويح باتخاذ هذه الخطوة، كما ان سلطة محمود عبّاس لم توقف التنسيق الأمنيّ مع اسرائيل ولو من باب "حفظ ماء الوجه"