البطالة وخطرها على الفرد والمجتمع

تزداد نسبة البطالة في مجتمعنا من سنة الى أخرى ولا نرى حلا لازمة البطالة في مجتمعنا وهناك من يرى نتيجة هذه الأوضاع مستقبلا مظلما وأزمات مستمرة حيث أصبحت حياة البعض مأساوية ، ولا شيء يمكن الوثوق به او التعويل عليه لحل مشاكلهم ، فهم في دوامة .
في بحر تتلاطمه الامواج ولا شيء اقسى من اليأس وانطفاء الامل حيث يتهاوى كل شيء امام اليأس والقنوط ,انها الحالة التي تصل بالانسان الى حالة من الشعور بالقهر والتيه وفقدان اليقين وزاد الطين بله الحرب في غزه وجنوب لبنان , والحكومة في بلادنا عاجزة عن مواجهة البطالة في وسطنا العربي والتي تقدر بنسبه عالية ، فالبطالة تمثل أهم جذور الجريمة والبلاء وتمثل التحدي الأكثر صعوبة ، والأشد تعقيداً ، لما يترتب عليها من آثار خطيرة ومدمرة على المستوى السياسي والاجتماعي حيث إن البطالة تعد من أهم العوامل التي تنشئ البيئة القابلة للانفجار , لان الفقر والجوع يولِّدان الجهل والأمية ، ويدفعان الشباب وراء أمنيات دنيوية بأموال تنقذهم أو الى التطرف أو السرقة والسطو أو الى تجاره بالممنوعات وهناك نسبة من الشباب الباطلين عن العمل مجندون بخدمة عصابات الاجرام .
هنالك صعوبة عند الحكومة باستيعاب الأجيال الجديدة من الشباب العرب ، والأفواج المتتالية من الخريجين الجدد من الجامعات وأصحاب الشهادات ، في سوق العمل والهايتك وأيضا أطباء انهوا دراستهم خارج البلاد لا يجدون أماكن عمل في المستشفيات .
ما زلنا نشعر بغياب التخطيط وإيجاد الحلول وفرص العمل للقضاء على البطالة في وسطنا العربي ، وتزيد من العبء الاقتصادي الذي يثقل كاهل المواطن ويكسر ظهره في إيجاد الارض والمسكن للأزواج الشابة وإمكانية تعليم الاولاد في الجامعات والمعاهد العليا , في الوقت الذي يشكو فيه المواطن من التضخم وتآكل الدخل وارتفاع الأسعار ، في ظل انحسار الأمل بتحسين فرص العمل واستيعاب الأعداد الهائلة من العاطلين عن العمل في المستقبل القريب .
المشكلة الأكثر تعقيداً أن البطالة لها آثارها السيئة على الصحة النفسية والجسدية ، وتؤدي إلى فقدان تقدير الذات وتولد شعوراً بالنقص لدى شريحة واسعة من العاطلين عن العمل مما يتسبب ذلك بوقوع أمراض اجتماعية خطيرة كالرذيلة والسرقة والنصب والاحتيال والعنف والجريمة والاغتصاب ، والتفكك الأسري ، والتفكك الاجتماعي وانحدار مستوى السلوك الحضاري بين أفراد المجتمع وزيادة منسوب التوتر والحقد الطبقي ، وتهيئة البيئة الحاضنة للتطرف والتمرد وكثرة المشاجرات في المجتمع والمشاحنات داخل الاسر .كلي أمل أن تجد الحكومة الحلول الملائمة لمشكلة البطالة وتحسين ظروف المواطن .
الدكتور صالح نجيدات

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة