الأنظمة الدكتاتورية ولا سيما في العالم العربي، تتابع أساليب عديدة في التخلص من المناوئين لها وحتى ممن هم مقربون لها حكما وولاءَ، اذا شعرت هذه الأنظمة بخطر مفاجئ منهم قد يلحق ضررا بها. ومن بين هذه الأساليب: الإعلان عن حالة انتحار، أو الاعلان عن وفاة نتيجة حادث سير مروع أو حادث تحطم مروحية او طائرة. وهناك أمثلة عديدة على ذلك.
الإعلامية السورية لونا الشبل عملت في فضائية الجزيرة سبع سنوات (2003 / 2010) وكانت خلال هذه الفترة نجمة المذيعات مهنيا واجتماعيا. وفي اليوم الخامس والعشرين من شهر أمايو/ أيار أخطأت التقدير وارتكبت غلطة عمرها حيث قدمت استقالتها من الجزيرة وعادت الى وطنها سوريا ظنا منها انها في ممن سياسي واجتماعي على مدى الحياة. لكن حسابات البيدر لم تتوافق مع حسابات الحقل ولم تجر الرياح كما ارادت سفن لونا.
صحيح انها تدرجت في مناصب رفيعة في غاية الأهمية كان آخرها منصب مستشارة خاصة لبشار الأسد، ورئيسة مكتب الإعلام والتواصل في الرئاسة، لكنها في النهاية وكما يقولون "ماتت موت الكلاب" اذ لقيت مصرعها في حادث سير قوي، حسب ادعاء النظام قيل إنه مدبَّر. فقد أعلنت الرئاسة السورية في الثاني من يوليو الجاري عن تعرض لونا الشبل لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لمدينة دمشق. وفي الخامس من الشهر نفسه، أعلنت الرئاسة عن وفاتها.
لقد عرفت لونا الشبل عن قرب عندما التقيتها في العام 2009 في العاصمة القطرية الدوحة (قطر) خلال انعقاد القمة العربية الحادية والعشرين والتي التأمت يومي 30 و31 مارس 2009. وقد عرفني بها إعلامي فضائية الجزيرة الزميل محمد كريشان.
في الثالث من أغسطس/ آب 2003 بدأت لونا الشبل عملها في قناة الجزيرة، كمذيعةَ أخبار ومقدِّمةَ برامج. وفي الخامس والعشرين من مايو/ أيار 2010 استقالت من قناة الجزيرة مع أربع مذيعات أخريات. وسبب ذلك على ذمة وكالة الصحافة لفرنسية: "نتيجة سياسة لا تحترم القواعد المهنية. "
تعالوا نكشف بالتفصيل كذب الرواية السورية عن الحادث: لونا الشبل وبحكم عملها الحساس التابع للقصر الجمهوري فإنها لا تقود سيارتها بنفسها بل يكون معها دائماً سائق ومرافق من الحرس الجمهوري وهي تركب في الخلف، والدمار وفق الصورة التي نشرت واضح في مقدمتها، ولم يتضرر الجزء الخلفي من السيارة. الأمر الثاني لن سيارة لونا الشبل كما هو معروف هي سيارة مصفحة واي اصطدام فيها سيلحق الضرر بالسيارة التي تصدمها،
وكدليل إضافي على عملية القتل، لا بد من الإشارة الى عدم مشاركة اي مسؤول سوري لا مدني ولا عسكري ولا امني في عملية دفن لونا. كما ان نعش لونا الشبل لم يتم لفه بالعلم السوري وغاب عن الجنازة اي مظهر تكريمي فلا إكليل ورد، ولا ممثل رسمي لبشار او القصر الجمهوري، ولا حتى من الدائرة التي كانت تعمل فيها لونا الشبل علما بانها كانت عضو في الامانة العامة للقصر الجمهوري.
وأخيراً... هذه هي الأخلاقية المنحطة النظام السوري إن كان في عهد الاب حافظ أو في العهد الحالي للابن بشار