لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، لكن كل أصابع الإتهام تشير إلى أن إسرائيل تقف وراء العملية.
ويكفي أن نتذكر أن طهران هاجمت إسرائيل في أبريل من هذا العام، وحينها شنت إيران أكبر هجوم لها على الأراضي الإسرائيلية. وعلى الرغم من عدم وقوع إصابات والأضرار كانت طفيفة، إلا أنها كانت المرة الأولى منذ عقود التي تتعرض فيها إسرائيل لهجوم من دولة أخرى. وإذا لم ترفع إيران الآن الرهان بعد مقتل إسماعيل هنية، فإن خصومها سيرون في ذلك علامة ضعف. ومن ناحية أخرى، سلطات الجمهورية لا ترى مصلحة في بدء حرب واسعة النطاق في المنطقة، لذلك تواجه مرة أخرى تحديًا صعبًا لإيجاد حل وسط.
صحيح أن هناك لاعبين اثنين رئيسيين لن يكونا، بعبارة ملطفة، سعيدين بما حدث، وهما روسيا والصين. ولا يخفى على أحد أنهما حاولتا في الأشهر الأخيرة التغلب على الانقسام في صفوف الفصائل الفلسطينية. فاستضافت موسكو اجتماعا في نهاية فبراير- بداية مارس، كما استضافت بكين- قبل ما يزيد قليلاً عن أسبوع اجتماعا مماثلا. ومع تصفية إسماعيل هنية، سيتم تحييد جهودهما إلى حد كبير.
ومهما يكن من أمر، فإن الفائز الوحيد مما حدث هو بنيامين نتنياهو. سيعزز موقعه داخل البلاد. حقيقة أن المنطقة، بسبب أفعاله، تقترب بشكل متزايد من حرب واسعة النطاق، لن تنجو إسرائيل وشعبها منها بالتأكيد، لا تهم رئيس الحكومة على ما يبدو.