العلاقة بين ضعف الإيمان بالله وعدم إصلاح النفس وارتكاب الجرائم

يرتبط مفهوم الإصلاح في القرآن الكريم بالايمان ، فلا اصلاح واتباع الطريق المستقيم بدون الإيمان بالله ، كما أنه لا إيمان بدون عمل صالح وحسن الخلق ومعاملة الغير بالتي هي أحسن الذي يترجم الإيمان ويجسده .
واذا تطرقنا الى واقع الامة العربية اليوم , هذا الواقع يشير الى ضعف الايمان في قلوب الكثيرين منهم وبالذات حكامهم الظلمة ، وإلا كيف يمكن ان نفسر ونفهم سر ضعف العرب وهزائمهم والمحن والانقسامات والحروب الاهلية والانحطاط الذي يعيشه العرب هذه الأيام , وكيف يمكن ان نحيط بكل هذا التخلف الذي اصابهم الا اذا كان نقص الايمان وتراجع فعاليته هما السبب في ذلك.
في القرآن الكريم ثمة إشارات تؤكد ان الايمان والإصلاح وجهان لحقيقة واحدة ، وان غيابهما قد يؤدي الى ارتكاب الجرائم والكبائر والفساد ,قال تعالى :" فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون الا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم فأولئك هم المؤمنون " وهذا يعني ان المؤمن الحقيقي هو الذي يبتعد عن ارتكاب الجرائم والفحشاء والمنكر وإصلاح نفسه وهذا هو الطريق المؤدي الى الله تعالى ، فلا يستكين ولا يتقاعس ولا يشعر بالاحباط واليأس ، لانه منشغل دائما بالاصلاح والعمل الصالح ، وإصلاح نفسه وضميره ، وإصلاح بلده ومجتمعه..
وأول ما يدرج على قائمة الإصلاح ، بعد إصلاح النفس ، هو إصلاح مناهج الفهم لدين الله ، إذ لا يجوز ان تكون صور تديننا مخالفة لحقيقة وجوهر الدين كما اراها اليوم عند الكثيرين ، كما ولا يجوز ان نعبد الله عن جهل ، وعليه فإن دور العلماء المصلحين يبدو ضروريا بإيصال حقائق الدين الصحيح ، والإيمان غير الفاسد الى الناس ، وعدم اختزال الإسلام في دوائر ضيقة تفرغه من روحه ومقاصده العظيمة ,كما ويجب احترام ايمان الآخر ، واعتباره نوعا من التكامل الإيماني المفيد للإصلاح ، وقوله تعالى : " ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي انزل الينا وأنزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ". فالخطاب القرآني - هنا - هو خطاب للمؤمنين كلهم.. وفيه تستوى الانسانية المؤمنة على صعيد الايمان الواحد الذي يرفض العدوان والظلم والاستبداد..
وأخيرا وليس آخرا : الايمان بالله ليس كلمة يقولها اللسان ، وإنما سلوك وعمل ومعاملة وحسن الخلق ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ومعياره سلامة النية والهدف وراحة الضمير ومحبة دائمة لعباد الله المؤمنين , ولا شك ان الايمان هو أساس إصلاح النفس البشرية وإن صلحت النفس صلح سائر عملها وابتعدت عن ارتكاب الجرائم والفحشاء والمنكر وعندها يصبح الانسان صالحا لنفسه ولمجتمعه ويؤدي دوره في الحياة على أحسن وجه .
الدكتور صالح نجيدات
 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة