الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 19 / سبتمبر 01:02

الامة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها ومصالحها فلتذهب الى الجحيم

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 08/08/24 20:06

تهافت الدول الاستعمارية على الوطن العربي طمعا بثرواته الوافرة من نفط وغاز ومعادن كما هو في السودان , فحتى يسيطروا عليها قسموها الى دويلات ونصبوا عليها قيادات فاسدة ¸وهذه القيادات لا تملك المقدره للذود عن دولها ولا عن مصالح الأمة العربية نتيجة الوهن والضعف والخلافات بين هذه الانظمة الفاسدة , وما حصل من ويلات ومصائب للشعوب العربية ¸ كان في الأساس من تخطيط أعدائها المتربصين بها و بثرواتها ومكانتها الاستراتيجية ، والمس بعقيدتها ، بمشاركة قوى وجهات داخلية فاسدة ارتضت أن تكون متعاونة مع اعداء ألامه , ومعاول هدم وتخريب وتدمير المجتمعات العربية لاستغلال ثرواتها


وضع الامة العربية لا يتغير إلا اذا قامت النخب والقوى الوطنيه والمثقفة في العالم العربي بالتنسيق بينها والقيام بدور فعال من اجل التغيير وقلع القيادات الفاسدة من جذورها , ومواجهة الأخطار الهائلة التي تهدد مصير ألامه , وهذه الخطوة تحتاج الى تضحيات كبيره ، تتناسب وحجم هذه التحديات , وعلى النخب الوطنيه في جميع المجالات والأطياف ان تتكاتف مع بعضها البعض وتجند كل طاقاتها وتلعب دورا قياديا وتهيئ الجماهير وتوعيها من اجل التغيير , وفتح صفحه جديدة تطوي كل الصفحات الشنيعة والملطخة بالدم , وإعادة توجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح , نتيجة ما حدث من قتل ودمار وتسميم الافكار المبرمجة والآراء المسبقة لكل طائفة عن الاخرى ، وما نتج عنها من فتن وصراعات دموية ، وعلى هذه النخب تحصين المجتمعات من الداخل بصهر كل القوميات والمذاهب والأعراق في قالب المواطنة الصالحة بالتثقيف والتوعية ، وإرساء مفاهيم وقيم حقوق الانسان ، والحرية ، والكرامة ، والمساواة , والمشاركة في اتخاذ ألقرار , من خلال تطبيق العدالة بين جميع مكونات المجتمع , ومحاربة العصبيه القبلية والطائفية ومحاربة الفساد ، وتقوية الانتماء للوطن وليس للطائفه أو القبيلة كما هو سائد اليوم ، ومستعدٍون للتضحية في سبيل كل ذلك, وهذه مسؤوليات جسام تقع على عاتق النخب العربية ، كونهم يمثلون ضمير ألامه وعقلها النابض ، وصانعي أحلامها وآمالها ومستقبلها ، والآلية لتنفيذ هذه الخطه هي التخلي عن مواقفهم السلبيه السابقه والمشاركة الفعاله بقيادة الجماهير العربية في الوطن العربي الكبير نحو التغيير الجذري ، حاملين رايات الحرية ، والاستقلال والمساواة والعدالة ، والحياة الأفضل ، كبديل للفتن ، والحروب الاهلية المدمرة للإنسان والاقتصاد , والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية ، فإذا هذه النخب لم تقم بدورها الطبيعي بقيادة الجماهير نحو التغير حالا وبدون تأخير , فأن العالم العربي نهايته الضياع والخراب , ومزيدا من القتل والتشريد والمعاناة للإنسان العربي , فالمواقف السلبيه واللامبالاة لهذه النخب ترك الساحة بلا منازع للقيادات الفاسدة أن تتبوأ قيادة ألامه وتؤدي بها الى الهاوية , فمصير الامة العربية امانه في أعناق الطبقات المثقفه والقوى الوطنيه الصادقة والغير انانيه , وعليها التحرك وحماية مصير ألامه من الضياع والانقراض


الدكتور صالح نجيدات

مقالات متعلقة

.